نخبة الموالاة في الأردن : (معاهم معاهم عليهم عليهم)

إذا كان للتعديلات الدستورية كل هؤلاء الأنصار, فمن هم مؤيدو وأنصار الصيغ السابقة ما قبل التعديل? فخلال الأيام القليلة الماضية بادر كثيرون وخاصة من فريق الموالاة, ومن مستوى النخبة بالذات, إلى الترحيب بالتعديلات وقالوا فيها أوصافاً جميلة.
من بين المعلقين رؤساء وزارات سابقون ووزراء مخضرمون ومسؤولون كبار وصانعو سياسات من كبار الأعيان والنواب, ولكن الذاكرة لا تحتفظ لأي منهم بموقف يوحي بأنه كان يحمل رأياً مخالفاً عندما كان في الحكم.
لا يقتصر موقف نخبة الموالين هؤلاء على مسألة تعديلات الدستور الأخيرة, فعلى مدار العشرين عاماً الماضية كانوا مواظبين على هذا المسلك, فهم رحبوا بإلغاء الأحكام العرفية رغم أنهم ساهموا في تطبيقها وبعضهم ساهم في صياغتها, ثم رحبوا بقانون الأحزاب رغم أنهم قمعوها وبعضهم قام بذلك شخصياً, وحديثاً رحبوا بتعديل قانون الاجتماعات رغم أنهم هم من صاغوه قبل سنوات, بل ورحبوا بقيام نقابة للمعلمين رغم أنهم ظلوا يدافعون عن عدم دستوريتها.
هذه هي حال نخبة الموالين فقط, لأن جمهور الموالين أثبت أنه أكثر مبدئية وثباتاً على الموقف, فقد رأيناهم في الشوارع يدافعون عن رأيهم بأجسادهم, وقد استمعت ولعدة مرات إلى عدد منهم يجادلون ويشتكون ويعاتبون وأحياناً يصطدمون بأفراد الأمن في محاولة منهم للتعبير عن رأيهم واستعدادهم للمواجهة في سبيل ذلك.
لقد اشتهينا أن يوجد من يدافع عن تاريخه, لكن يبدو أن النخبة هنا, وبعكس الجمهور, تعتمد في مواقفها على مبدأ "معاهم معاهم عليهم عليهم".(العرب اليوم)