عقب ليلة دامية ببغداد.. الإطار التنسيقي يقرر إنهاء اعتصامه

تم نشره الثلاثاء 30 آب / أغسطس 2022 05:19 مساءً
عقب ليلة دامية ببغداد.. الإطار التنسيقي يقرر إنهاء اعتصامه
مسلحون من أنصار التيار الصدري خلال انسحابهم من المنطقة الخضراء

المدينة نيوز :- انسحب أنصار التيار الصدري من المنطقة الخضراء في بغداد، اليوم الثلاثاء، بعيد كلمةٍ لزعيم التيار مقتدى الصدر طالب فيها مؤيديه من المعتصمين بإلغاء الاعتصام والانسحاب من أمام البرلمان، كما قرر الإطار التنسيقي إنهاء اعتصام أنصاره بعد ليلة دامية قضى فيه 30 شخصا جراء اشتباكات مسلحة.

وأوضح مراسل الجزيرة في بغداد أن أنصار التيار طلبوا ممن يرافقهم في الاعتصام الانسحاب أيضا من محيط المنطقة الخضراء. وأشار مراسل الجزيرة إلى انسحاب دراجات نارية تابعة للتيار الصدري.

وقال قائد عمليات بغداد الفريق أحمد سليم بهجت إن قواته أمنت انسحاب المعتصمين من المنطقة الخضراء "بشكل مرن ولم تشهد العملية أي حوادث".

رفع حظر التجول

وأفاد مراسل الجزيرة أيضا بأن قيادة العمليات المشتركة قررت رفع حظر التجول في بغداد والمحافظات، بينما أعلنت وزارة التربية العراقية استئناف الامتحانات غدا، وذلك عقب انتهاء اضطرابات أمس في بغداد، كما أوردت وكالة الأنباء العراقية أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أعطى تعليمات بفتح الجسر المعلق وسط بغداد.

وطالب زعيم التيار الصدري، في مؤتمر صحفي في مدينة النجف (جنوب)، أنصاره بالانسحاب فورا من الاعتصام أمام البرلمان، وأمهلهم ساعة واحدة للانسحاب، مشددا على أنه سيتبرأ منهم إذا لم ينسحبوا.

وانتقد الصدر ما سماها ثورة التيار الصدري وقال إنها خرجت عن سلميتها ولم تعد ثورة، حسب تعبيره.

كما أثنى الصدر على عمل القوات الأمنية وقال إنها وقفت موقف الحياد مع كل الأطراف. وأضاف في كلمة على خلفية الأحداث التي تشهدها بغداد منذ أمس أن أفراد الحشد الشعبي لا علاقة لهم بما يحدث.

ترحيب بدعوة الصدر

وعقب كلمة الصدر، رحب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بدعوة زعيم التيار الصدري إلى وقف العنف، وقال إن هذه الدعوة تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي على حد تعبيره.

وقال الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامي نوري المالكي إنه لا بد للقوى السياسية جميعها من الاحتكام لمقررات صوت الشعب الذي يختزله مجلس النواب الشرعي عبر قراراته وقوانينه ومواقفه.

وشكر رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي الصدر، وقال إن موقفه بحجم العراق الذي يستحق منا الكثير.

ومن جهته، قال زعيم تحالف الفتح هادي العامري إن مبادرة الصدر بوضع نهاية للعنف المسلح مبادرة شجاعة وتستحق الثناء والتقدير، وجاءت في لحظة حرجة، وأما زعيم ائتلاف النصر حيدر العبادي فقال في تغريدة إن دعوة مقتدى الصدر بسحب من يدعي الانتماء للتيار الصدري تحسب له.

وأما رئيس تحالف السيادة العراقي خميس الخنجر فقال إن خطاب الصدر أعاد الأمان للشعب والدولة ووأد الفتنة في مهدها.

وقال رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في بيان تلقته وكالة الانباء العراقية (واع)، "نرحب بموقف السيد مقتدى الصدر ومطالبته بإنهاء التوترات وسحب أنصاره من المنطقة الخضراء، ونؤيد موقفه الوطني المسؤول، راجين أن يعم الأمان والاستقرار في البلد، ونكرر دعوتنا لكل القوى والأطراف للحوار من أجل حل المشاكل وإنقاذ العراق من هذا الوضع الصعب".

فيما عبر مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، عن شكره للسيد مقتدى الصدر، خلال تغريدة له على تويتر تابعتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، "شكراً سيدنا المقتدى، وأنت الكبير".

كما أكد رئيس تحالف النصر حيدر العبادي، في تغريدة له تابعتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، على "ضرورة انسحاب كل المسلحين فوراً ولا مبرر للدولة أن تقف عاجزة ومتفرجة خصوصاً بعد خطاب السيد مقتدى الصدر بسحب من يدعي الانتماء للتيار وهذه تحسب لسماحته".

وأضاف العبادي "على العقلاء وضع الحلول لمنع العودة إلى الاحتراب العبثي وتعريض أرواح المواطنين للخطر، وتقويض الدولة ومصالح أبنائها".

وذكر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي همام حمودي، في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع): إن "السيد مقتدى أثبت أنه ابن تلك المدرسة، مدرسة آل الصدر المضحية لدينها وشعبها، موقف شجاع ومسؤول من أجل عراق الكرامة والإصلاح والازدهار".

وأوضح "لا تعارض بين الإصلاح وحفظ الدولة وبعضها يكمِّل الآخر، بل لا فائدة من الإصلاح وضياع الدولة ولا فائدة من دولة فاشلة فاسدة".

وتابع: "يداً بيد تحفظ الدولة، ويستكملها بإصلاح وتصحيح حقيقي لمسارها ووفق الدستور وبمشاركة جميع أبناء الشعب العراق وبإرادته ولتحقيق مصالحه في حياة كريمة آمنة مزدهرة".

شرارة الاضطرابات

وكانت اضطرابات أمس في بغداد قد اندلعت عقب إعلان مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي احتجاجا على الأزمة السياسية المستمرة في العراق منذ 10 أشهر، إذ اقتحم أنصار الصدر المنطقة الخضراء ودخلوا إلى قصر الحكومة وإلى القصر الرئاسي ومبنى البرلمان.

وبعد ساعات من الاقتحام، تدخلت القوات الأمنية وأخرجت المعتصمين من المنطقة الخضراء، ونتج عن ذلك وقوع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة واستمرت طيلة الليل وصباح اليوم.

وقال مدير مكتب الجزيرة في بغداد وليد إبراهيم إن اشتباكات أمس دارت بين التيار الصدري والإطار التنسيقي اللذين يمتلكان مليشيات وقدرات عسكرية هائلة.

والتيار والإطار التنسيقي هما الطرفان الأساسيان في الأزمة السياسية المستمرة في العراق، والمتمثل في الفشل في تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي.

وقال مصدر طبي عراقي للجزيرة -اليوم الثلاثاء- إن 30 شخصا قُتلوا وأصيب 700 آخرون جراء الاشتباكات التي شهدتها المنطقة الخضراء ببغداد منذ أمس، بينهم 110 من أفراد القوات الأمنية.

الإطار التنسيقي

وعقب دعوة مقتدى الصدر، دعا الإطار التنسيقي في بيان أنصاره المعتصمين إلى العودة إلى منازلهم سالمين غانمين حسب وصف البيان.

وطالب الإطار أنصاره أن يكونوا دوما على أتم الاستعداد لتلبية ما سماه نداء الوطن حال استصراخه لهم.

وأفادت مصادر مطلعة للجزيرة بوجود مفاوضات بين مسؤولين حكوميين وقادة في الإطار التنسيقي والتيار الصدري للتوصل إلى اتفاق يُجنب البلاد الانزلاق نحو دوامة العنف.

وقال الرئيس العراقي برهم صالح، اليوم الثلاثاء خلال اتصال بملك الأردن عبد الله الثاني، إن الجهود قائمة لدعم مسارات الحوار بين القوى السياسية في البلاد "وصولاً إلى حلول تضمن سلامة العراق والعراقيين".

المسار القضائي

وفي سياق متصل، أعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق أن المحكمة الاتحادية لم تنظر اليوم الثلاثاء في الدعاوى المعروضة بسبب حظر التجول الذي كان مفروضا في العاصمة بغداد على خلفية اندلاع مواجهات مسلحة.

وكان التيار الصدري قد تقدم بطلب رسمي بحل البرلمان إلى المحكمة العليا وحدد لذلك مهلة 72 ساعة بدأت الجمعة الماضي وانتهت اليوم.

ولقرابة الشهر، اعتصم أنصار التيار الصدري قرب البرلمان مطالبين بحل مجلس النواب، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة لحل الأزمة السياسية الحالية القائمة منذ انتخابات 2021، إذ فشلت القوى السياسية في البرلمان في الاتفاق على اسم رئيس جديد للحكومة، كما فشل البرلمان في انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

ويلتقي مقتدى الصدر والإطار التنسيقي على أن حل الأزمة يكمن في تنظيم انتخابات جديدة. لكن الصدر يريد حل البرلمان قبل كل شيء، بينما يريد الإطار الاتفاق تشكيل حكومة أولا قبل إجراء الانتخابات.

رئيس الوزراء العراقي يوجه بفتح الجسر المعلق وسط بغداد

وجه القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الثلاثاء، بفتح الجسر المعلق وسط بغداد، حسبما أفادت وكالة الانباء العراقية واع.

وأشارت الوكالة إلى أن "القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي اوعز اليوم، لنائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول ركن عبد الأمير الشمري بفتح الجسر المعلق وسط بغداد أمام حركة السير".

المصدر : الجزيرة



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات