شجرة العقبة ما زالت مثمرة!

هجمت بعض المواقع الالكترونية على الانجازات التي تحققت في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة..بعضها من نال منها واعاد تفخيم الصوت الذي ظل في الأصل ضد المشروع منذ البدايات ولم يسكته الانجاز وظل يرفع شعار «عنزة ولو طارت»..ويبدو أن تغير بعض الظروف وتأثيرات الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية وما حملته من تراجع وجمود للاستثمارات في المنطقة كلها قد أغرى الاصوات التي ظلت ساكتة لأن تنطلق وقد رأينا بعضها في مواقع رسمية أو تؤثر على القرارات الرسمية..
في الطبيعة فإن الاشجار لا تحمل في كل المواسم بنفس السوية من الثمر ولذا فإن الشجرة التي لا تعطي في احدى السنوات ثمراً كافياً لا تقطع وانما تجري العناية بها بالتسميد أو السقاية أو التعليم وهذا ما نريده أن يحدث في العقبة التي كثر التنظير فيها الآن وادعاء الحكمة بأثر رجعي..
التقيت مجموعة من المسؤولين في العقبة وخاصة في شركة تطوير العقبة وفي السلطة وفي المشاريع الكبرى الأخرى الخدماتية واللوجستية والسياحية وقد أبدوا ملاحظات عديدة أبرزها فتور النفس الحكومي في العاصمة وانصرافه عن مواصلة العمل بالسوية التي كانت عليها العقبة والسماح للأصوات المشككة أن تعلو وتُفتح الاذان لها وقراءة تقاريرها المبيتة التي لا تستند الى حقائق كافية..
الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة والذي ما زال يؤمن أن التجربة ناجحة وصاعدة وانها تحقق أهدافها وانها كانت حققت أكثر مما كان متوقعاً وعندها لم يتكلم أحد..وما زالت تحقق لكنّ هناك شغبا متعدد المصادر يحاول أن ينال من عزيمة العاملين المخلصين وكما تحاول أطراف غير معنية وغير متخصصة أن تطرح تصوراتها ليس من قبيل العرض ولكن من قبيل الفرض من خلال مراكز قوى وبعض السادة النواب والمستشارين..
في الساعتين اللتين التقيت فيهما السيد محمد الترك استلمت تقريراً حديثاً عن واقع العمل في شركة التطوير وعن الانجازات التي تحققت وحتى عن الحوادث التي فتحت مع كل الاطراف ويرى الترك أن الرئيس الجديد لمنطقة العقبة الاقتصادية والذي جاء بداية بفكرة جاهزة لم يلبث وهو يرى الواقع بموضوعية ان تغيرت أفكاره ليبدأ بانطلاقة جديدة تؤكد الرغبة على الاستمرار بالعمل وتهيئة كل الظروف المناسبة له..فالمهندس عيسى أيوب الذي أعرفه وقدرته على العمل جاء من السفارة في ألمانيا يحمل خبرات العمل في القطاعين واجه حملة مبكرة عند قدومه وهي الحملة التي تتكرر كلما جاء رئيس جديد للسلطة ليدفع الثمن كما حدث مع محمد صقر وحتى من سبقوه فبدل تأكيد الانجازات ونقد الأخطاء وعلى قاعدة التصويب يجري التشكيك وفتح باب الاشاعات وتشغيل ماكنة الشغب بوعي وبدون وعي..وضمن منظور مصالح ضيقة وكسر الجمل من أجل عشا واوي..
ما زالت العقبة موقعاً حضارياً مميزاً فقد استمر فيها الكثير وانتقلت بشكل نوعي للأمام وعلى مختلف المستويات وقد تغيرت أوضاع مواطنيها بشكل ملموس للأفضل واستقبلت وما زالت تستقبل المزيد من المشاريع منها ما نجح وما زال يتقدم مثل مشروع ايلة ومنها من توقف لمرحلة سيكون بعدها متواصلاً مثل مشروع سرايا..وهناك مشروع المعبر حيث شراكة دولة الامارات، كما ان مشروع الجسر العربي وهو ثمرة شراكة ثلاث دول عربية ما زال يسجل انجازات وأرباح ملموسة رغم صعوبة الظرف الاقليمي وما زال يتوسع في مجال النقل السياحي والتجاري ليبقي العقبة في المكانة اللائقة بها ويعمل كرافعة على أن تكون مدينة السياحة العربية لهذا العام.. (الراي)