عن سورية وليبيا

نعم, سورية غير ليبيا, وما زلت عند موقفي من الطرفين, فادانة جرائم حلف الاطلسي ضد ليبيا وادانة المعارضة التي تنسق مع هذا العدو الامبريالي الخارجي لا تعني تبرئة المزرعة العائلية للقذافي التي تنهب ليبيا وتتحكم في الشعب الليبي منذ اربعين عاما, وعلى احرار ليبيا الشرفاء ان يواصلوا الكفاح من اجل ليبيا جديدة واحدة موحدة, حرة تعددية, من دون مزرعة العقيد ومن دون حلف الاطلسي بل بادانة هذا الحلف وتحميله كل ما ترتب على عدوانه الاجرامي من خسائر مادية ومن شهداء ومصابين..
اما سورية فالموقف منها صورة عن الموقف من العراق عندما كان المعتدون الاطلسيون والامريكان وعملاؤهم من اقصى اليمين الى اقصى اليسار الى الليبراليين المزعومين, يقولون: اتركونا نسقط الدكتاتورية وكفوا عن الهراء بشأن المؤامرة الخارجية وسنعطيكم على طبق من دبابات نموذجا للديمقراطية, فبقيت الدبابات وراح الطبق, ومزقوا العراق اربا اربا, واستبدلوا الدكتاتور بدكتاتوريات, والدولة المركزية بالطوائف والعصابات, وقدموا لنا نموذجا للنهب واللصوصية والعمالة, واعادوا العراق الى القرون الوسطى.
لذلك لو كنت مكان الاسد لخرجت مع المحتجين وهتفت معهم يسقط النظام اذا لم يقنع الناس, وقدمت اعتذارا شجاعا عن كل شهيد ومصاب وقدمت المسؤولين عن الدم للمحاكم. فمن حق شعب عظيم مثل الشعب السوري كسر حاجز الخوف في ظروف كظروفه ان يقول ما يشاء من اصلاح النظام الى تغييره وان يدعو لمحاسبة الفاسدين ورفع يد الامن عن الحياة السياسية والمدنية, وبالمقابل ثمة ثوابت اساسية لا لتأويل لكل من يخالفها الا الخيانة العظمى قولا فصلا لا لبس فيه, ومنها 1- التنسيق مع اعداء الامة وجواسيسهم كما عرفناهم وشاهدناهم من قبل وهم يحطمون العراق باسم الديمقراطية.
وسواء كانوا يرتدون الزي العسكري للناتو او الزي البرتقالي للصحف والمنابر والمواقع الالكترونية والفضائيات ومراكز الدراسات والتمويل الاجنبي.
2- التطاول على المقاومة وفي المقدمة منها حزب الله الذي اذل العدو ببضعة الاف فيما كانت الملايين صامتة او مشغولة بجنس الملائكة وبلون العمائم بين الجنوب والضاحية.(العرب اليوم)