مشروع واحة أيلة في العقبة مستمر.. وواعد..!

رغم حرارة الجو التي بلغت (42) درجة ووصولي في منتصف النهار الى موقع مشروع ايلة دون تحضير مسبق سوى رغبتي أن أرى المشروع على الأرض وأن أتأكد بأنه ما زال ينمو ويضطرد وان العمل فيه مستمر.. رغم ذلك فقد وجدت من رافقني وهو المهندس المقيم في المشروع ويديره وهو المهندس الشرع بعد أن اعتذر لي المهندس سهل دودين مدير عام مشروع ايلة لوجوده في اجتماع في عمان..
جُلت المشروع كله وقد لبست خوذة وسترة فسفورية صفراء تشبه تلك التي لبسها الصحفيون في ساحة النخيل مع اختلاف المناسبة والمهمة..
مشروع أيلة الذي سارت بنا السيارة بين اطرافه يمتد على موقع مميز تبلغ مساحته 4300 دونم ويقع الى جوار القصر الملكي بمحاذاة الحدود وقد جرى تقسيم المشروع الى عدة مراحل لتنجز كل مرحلة على حدة، فالمرحلة الأولى انجز منها 80% وهي تشمل كل البنية التحتية المكلفة حيث انفق حتى بداية شهر آب/2011 ما يقارب (125) مليون دينار..
استخدام التكنولوجيا ودراسة حالات هندسية ومعمارية وفنية وابداعية راقية تنفذ لأول مرة في كل المنطقة على هذا المستوى..
مشروع واحة ايلة سيغير وجه العقبة والمنطقة وسيكون سياحياً بامتياز لما يحويه من فنادق متعددة التصنيف ومن فلل وشقق وملاعب جولف وخدمات ورؤية استثمارية مستقبلية تراهن على العلم والتقدم واقامة مشاريع تحلية المياه..
ليست هذه المرة الأولى لزيارتي فقد كنت زرت المشروع برفقة مجموعة من الصحفيين وهذه الزيارة عكست نمواً في الانجاز 25% عن سابقتها لتقرب ساعة الافتتاح فقد لفت انتباهي ضخامة محطات تحويل الكهرباء وكوابل بطول 20 كم..
مشروع المرحلة الأولى ينتهي عام (2013) بكلفة 370 مليون دينار وقد رأيت أساسات البيوت والفلل والفنادق وقد ارتفعت لامتار فوق سطح المشروع..
قيمة هذا المشروع كما أكد لي رئيس مجلس الادارة صاحب المشروع صبيح المصري أنه تخطى الازمة الاقتصادية العالمية وكان ثمرة الاصرار والشجاعة وعدم التردد وتأكيد على التوجه الملكي الذي يريد للعقبة أن تتميز وتتطور..
ورغم أن فكرة المشروع وطلب انشائه قد بدأ منذ عام 2003 الا أن العمل الجاد والانفاذ لم يبدأ الا بعد ذلك بسنوات عديدة حين جرى التخلص من الاجراءات البيروقراطية فقد استنفذ وقت طويل في اعداد الأرض وتمهيدها وازالة الألغام منها بعد أن وقع المشروع مع سلاح الهندسة الملكي اتفاقيات لذلك..على مرحلتين وانشاء طريق أمني وبناء أبراج مراقبة مكلفة وبتصميم يتناسب مع طبيعة المشروع الذي سيضيف 17 كم من الشواطيء البحرية من خلال البحيرات الى الشاطيء الأصلي المحدود..
ما رأيته جديد ومدهش سواء محطات الضخ الكبيرة التي أصبحت جاهزة لضخ الماء في البحيرات واعادته أو المكعبات الشبكية بحجم الغرفة لمنع تسرب الكائنات البحرية للمضخات أو الحجارة الكبيرة المرصوفة على مداخل القناة الرئيسية لكسر الأمواج التي يعجز الاسمنت عن كسرها..
كما رأيت موقع قناة البحرين الهامة والتي تراجع الحماس الاسرائيلي عن الشراكة فيها لاختلاف الأهداف..
قلت يستحق القائمون على المشروع التقدير لاصرارهم على بقاء الأمل في نجاح العقبة مشتعلاً بهكذا مشروع نوعي..(الراي)