الثاني ولعبة الاقدار ...

للاشياء ضروراتها ومصادفاتها ايضا, ومن هذه المصادفات ما تحمله لعبة الاقدار في الحوادث والارقام داخل التاريخ الحي وسياقاته المفاجئة الغريبة بين الحين والحين:-
1- ظاهرة انشقاق الرجل الثاني في الحكم كما شاهدنا في سورية "خدام", وليبيا "جلود" وغيرهما ...
2- ظاهرة قتل الابن الثاني للاب سواء بصورة مباشرة وفق القراءة الفرويدية "عقدة أوديب", او بصورة غير مباشرة عبر توريط الاب بحرب التوريث المعروفة التي غالبا ما تلعب فيها الام "الزوجة الثانية للاب" دورا قاتلا, ومن امثال ذلك "سيف الاسلام في ليبيا وجمال مبارك في مصر" وهو ما يذكرنا ايضا بالابن الثاني في التوراة ..
3- ظاهرة الخيار الثاني, فما من نظام انهار او دخل في ازمة الا بعد ان انقلب على خياره الاول واختار الامريكان, او فتح قنوات معهم. فمن النظام التونسي الذي انقلب على بورقيبه "الفرنسي" الى نظام زياد بري الذي انتقل من موسكو الى واشنطن ، ومثله النظام المصري, ونظام العقيد في ليبيا الذي سلم كل ملفاته وهويته العربية وانفتح على الامريكان تحضيرا لتوريث سيف الاسلام, الى اوهام النظام السوري وتوسيعه الخصخصة ودور الفريق الليبرالي الامريكي في الحياة والقرارات الاقتصادية.
4- ويتضمن الخيار الثاني ايضا الاستقواء ببعض الجماعات الاسلامية ضد قوى الخيار الاول اليساري والقومي. وهو الاستقواء الذي دشنته مرحلة ما بعد عام 1970 في كل المنطقة ما بعد جمال عبدالناصر والجناح الراديكالي في سورية والجزائر وغيرهما ..
وليس بلا معنى ان قادة المرحلة الجديدة دخلوا في تحالفات معروفة مع حماعات اسلامية ضد اليسار, سرعان ما اصطدم معهم السادات ثم مبارك في مصر, الاسد في سورية, زروال في الجزائر ثم ليبيا التي فتحت الابواب امام هذه الجماعات كبديل للخطاب العروبي السابق.(العرب اليوم)