عن أيدي علي فرزات التي كُسرت في دمشق

منذ يومين ظهر رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات وقد كسرت يداه وجرحت عينه بعد اعتداء عليه قام به "الشبيحة". وعلي فرزات هو رسام مشهور, ريشته ذكية وجريئة وله خطوطه الخاصة, وعمل كثيراً على موضوع الاستبداد والسلطة والظلم.
الاعتداء مرفوض سواء على رسام أو على أي إنسان آخر, غير أن لقصة علي فرزات جوانب أخرى: فهو اشتهر بأنه الابن المدلل للنظام وللرئيس على وجه الخصوص, وكان يُسمح له ما لا يسمح لغيره, وعندما أسس صحيفة "الدومري" الساخرة قبل عدة سنوات, كان ذلك بقرار خاص وبتوجيهات خاصة, ومنذ سنتين نشر شريكه فيها الكاتب السوري الساخر والمعارض نبيل صالح قصة نشوء وموت الصحيفة, وفيما كتبه الكثير عن عمليات قبض ولفلفة وفساد بطلها علي فرزات نفسه.
غير أن الأكثر غرابة في مسيرة علي فرزات أنه غادر سوريا لفترة, وغادر معها موقفه من قضايا الاستبداد والظلم ليتحول إلى مدافع عن الاحتلال الأمريكي للعراق وبشكل علني بالرسم والكلام مروجاً للديمقراطية التي جلبها الأمريكان للمنطقة.
يحتار الواحد منا في تحديد مشاعره تجاه أيدي علي فرزات التي تعرضت للتكسير, فهل يتضامن مع اليد التي فضحت الاستبداد, أم يتشفى باليد التي قبضت من هذا الاستبداد? ومن يدري? فربما كان الشبيح الذي اعتدى عليه هو ذاته الذي سبق وأن سلمه المال.
تلك هي إحدى صور تعقيدات الحالة السورية, ولعل هذه الحالة تكون درساً قاسياً ومفيداً لمن يريد أن يتعلم ويستفيد من أصدقاء وخصوم النظام, ومن بينهم علي فرزات شفاه الله.(العرب اليوم)