ذهب العقيد وجاء الجنرال والناتو

تم نشره الأحد 28 آب / أغسطس 2011 01:20 صباحاً
ذهب العقيد وجاء الجنرال والناتو
موفق محادين

ذهب عهد العقيد القذافي, وكتبنا عنه ما كتبنا, ودخلت ليبيا عهدا جديدا, هو عهد الاستعمار الجديد وحلف الاطلسي, فما ينتظر ليبيا في ضوء ما شاهدنا وسمعنا على مدار الاشهر السابقة ليس دولة حقوق الانسان والديمقراطية المزعومة بل مزارع اطلسية وعملية نهب ولصوصية امريكية ورأسمالية واسعة النطاق كما حدث في العراق, وكذلك مناخات حروب وقتل قبلية تراجيدية مقابل جماهيرية العقيد الكوميدية.

ولم تكن كل هذه اللصوصية والجرائم الامريكية والفرنسية والبريطانية ضد ليبيا وشعبها ونفطها, ان تحصل بالطريقة التي حصلت فيها لولا اوهام العقيد نفسه والانقلاب على الهوية العربية والاستقلالية والتسديد المسبق لفاتورة التوريث التي تطلبت كما يبدو استبدال الهوية العربية بهوية وطنية مزعومة تحت شعار وقف نهب العرب (العمال) للنفط الليبي واستبدال جماهيرية الاب بدولة من كرتون (برلمان ودستور مزور).

ولمن لا يعرف فان غالبية الاعلاميين والمعممين الناعمين الذين نبتوا مثل الفطر على الفضائيات وراحوا يتحدثون عن ليبيا جديدة كانوا من فريق سيف الاسلام وموسى كوسا, مما يعني ان (ثورة) الناتو كانت اشبه بانقلاب عسكري, ولكن بدون سيف الاسلام. ولنا ان نتوقع في المشهد الليبي المقبل, اضافة لتقاسم التركة النفطية من الامريكان والعواصم الاوروبية, حصة كبيرة للاتراك, بحيث تصير ليبيا صندوقا نفطيا للانبعاث العثماني الجديد كمدخل امريكي للسيطرة على فوضى الشارع العربي والاسلامي, ولمواجهة ايران وتحجيم اي دور عربي متوقع للقاهرة..

ومن العناصر المساعدة على ذلك الذاكرة المشتركة خاصة مع الثقافة الاسلامية الشعبية شمال افريقيا ومن المؤشرات على ذلك خطاب مصطفى عبدالجليل الذي تحدث عن (ليبيا اسلامية) بدون الاشارة للهوية العربية.

اما المشهد الابرز المتوقع فهو تداعيات رحيل العقيد كما تداعيات رحيل الجنرال زياد بري في الصومال الذي تحول من المعسكر الوطني وموسكو الى الامريكان, ومن التنمية المخططة المستقلة الى التخاصية والسوق المفتوحة والبنك الدولي, ومن التحالف مع اليسار الى الاسلام النفطي, فانهارت الدولة مع انهيار حكم الجنرال وكانت المبررات غياب حقوق الانسان وادواتها من المنظمات الامريكية الى نشطاء التمويل الاجنبي.

ومنذ تلك الايام والصومال كما تعرفون جميعا. فلم تنهض الدولة الديمقراطية على انقاض الديكتاتورية, بل المليشيات والمافيات والممجاعات, ذلك ان الدولة القطرية نفسها وفشل مشاريعها بين اليسار واليمين وهويتها الوطنية المزعومة, مشروع استعماري اصلا ولا يمكن ان تؤهله لصهر الفسيفساء الطائفية والعشائرية في مجتمع مدني معاصر, فما ان ينهار نظام الحكم فيها تحت الضغط الداخلي او الغزو الخارجي حتى ينهار المجتمع نفسه ويعود سيرته الاولى, حروب اهلية ووحدات اطلسية تنهب الموارد هنا وهناك باسم الامن الدولي..

هذا هو مشهد ليبيا المتوقع صومالا آخر وقواعد وعساكر اطلسية على الارض..(العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات