منعا للالتباس

منعا للالتباس المقصود والمبرمج في الدوائر الاجنبية التي تعمل ليل نهر من اجل إنهاك الامة واخراجها من التاريخ وتوظيف ما يجري في الشارع العربي لهذه الغاية, لا بد من الاستدراكات التالية:-
1- ضرورة التمييز بين الدولة والنظام, فثمة من يسعى الى إسقاط الدولة تحت شعار إسقاط النظام, وتنبع خطورة ذلك من ان الدولة لا تزال هي الناظم المركزي "الخارجي" لمجاميع طائفية وعشائرية وجهوية لم تتحول الى مجتمعات مدنية بعد .. فإذا سقطت الدولة سقط المجتمع معها ...
ولا يخفي الامريكيون والصهاينة مشاريعهم لتفكيك الدول وتفتيت المجتمعات في اطار فوضى هدامة تجعل من تل ابيب مركزا لشرق اوسط من الكانتونات المذهبية والجهوية.
2- ضرورة التمييز بين الثورة الشعبية وبرنامج التحرر الوطني والقومي وثقافة المقاومة, وبين الثورات الملونة التي تفصل قضايا ومطالب حقوق الانسان عن معركة العدالة الاجتماعية والاقتصاد المنتج وفك التبعية.
3- ضرورة التمييز بين قوى الثورة والنشطاء الديمقراطيين الوطنيين والقوميين والاسلاميين المتنورين المجاهدين, وبين قوى الثورة المضادة من نشطاء السفارات ومنظمات التمويل الاجنبي والليبراليين والاسلام البرتقالي.
4- ضرورة التمييز بين الديمقراطية وبين الليبرالية, فالاولى عنوان للثورة الشعبية التي تتداخل فيها معركة الحريات مع معركة العدالة والاستقلال السياسي والتنمية الانتاجية والتأكيد على هوية الامة ومصالحها الواحدة في طرد الغزاة والوحدة والنهوض ...
فيما الثانية عنوان للثورة الملونة التي تعيد دمج البلدان النامية في النظام الرأسمالي العالمي.
5- ضرورة التمييز بين اعادة الاعتبار للمدن المهمشة وقواها الاجتماعية, وبين تحويل هذه المدن والمناطق الى مراكز لتفكيك الدولة وتفتيت المجتمع واعادة تركيبها على شكل فدرالية مجاميع وكانتونات جهوية وطائفية.
فلا يجوز لأربيل وبنغازي وعدن وعكار واطراف الشام ان تتحول الى مراكز للثورة المضادة.
ويمكن القول ايضا خارج الحالة العربية, اذا اعتقدنا ان اسطنبول رمز لاستعادة الوجه الشرقي لتركيا هناك من يريدها مركزاً لمرج دابق جديد لتفكيك الشرق العربي كله....(العرب اليوم)