أبو مازن.. يذهب.. لا يذهب؟

هل يذهب الرئيس محمود عباس الى الأمم المتحدة في العشرين من الشهر الجاري موعد توليد الدولة الفلسطينية؟ هل يقوى على دفع الضغط المتزايد الدولي عليه والذي تقوده الولايات المتحدة بتوجيه من اسرائيل وتتورط فيه دول أوروبية أخرى مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا والأخيرة تسابق الزمن في طرح بدائل غير مقنعة عن دولة يعترف بها كمراقب على سوية دولة الفاتيكان كما اقترح الرئيس الفرنسي ساركوزي..
لماذا يتراجع وعد أوباما الذي كان قاله العام الماضي حين تمنى أن يرى مندوب فلسطين يجلس على مقعد في الأمم المتحدة ولماذا تحول هذا الوعد في خطاب أوباما الأخير الى ضغط على السلطة الفلسطينية..
على ماذا يراهن الرئيس عباس الذي لم تقدم له بدائل عن ذهابه حتى الآن سوى التخويف والعصا بدل الجزرة ومحاولة اظهار كما لو أن الذهاب الى الأمم المتحدة والطلب من مجلس الأمن الاعتراف بدولة فلسطينية هو جريمة او حتى تفريط بالحقوق الفلسطينية في وجهة نظر أخرى..
كيف أصبح الأمر كذلك؟ ولماذا تستميت أطراف عديدة في عدم احراج الولايات المتحدة التي ستستعمل سلاح الفيتو كآخر طلقة في محاولة لثني الرئيس عباس..
ما هي الخيارات الأخرى عند الرئيس عباس الذي أبقى الأبواب مفتوحة لأي بديل مقنع قائلاً للمعنيين من الذين لا يريدونه ان يذهب «هاتوا ما عندكم» وقد ثبت حتى الآن أن لا شيء عندهم يقدمونه سوى أن لا يذهب وأن يقبل الواقع القائم الذي تدعي فيه اسرائيل مفاوضات لا قعر لها ولا نهاية ولا تفضي الى شيء ويحدد فيها نتنياهو الحلول التي يراها قبل أن تبدأ..
من مع عباس ومن ضده؟ وعلى ماذا يراهن؟.. وماذا لو أصر على الذهاب في 20 أيلول الجاري..
عباس لا يملك خيارات الآن سوى الذهاب لأن ما وعد به الشعب الفلسطيني لم يتحقق شيء منه وهناك من يزايد عليه، وعدم ذهابه دون مقابل سيجعل الربيع الفلسطيني يداهمه بدل أن يذهب الربيع في اتجاه الاحتلال..
ماذا لو فشل عباس في مهمته؟ وماذا لو اصر على الذهاب الى الأمم المتحدة.. هل تصبح حالته حالة القول..
قال أصيحابي الفرار أو الردى.. فقلت هما امران أحلاهما مر..
اذن لدى عباس طريق واحد مفتوح هو الأمم المتحدة وعدم ذهابه سيقلب عليه طاولة الفلسطينيين وسيكون سلم اوراقه التي لا بديل عنده غيرها فهو لا يرى سوى طريق الكفاح السلمي وسيلة له وهم يحاولون ان يحرموه منها باغلاق الباب أمامه سواء باب التفاوض العملي أو عدم تجميد الاستيطان أو غير ذلك من استحقاقات لم تصله..
حتى ورقة حماس فانهم مستعدون ان يستعملونها ضده مؤقتاً بالضغط عليه حتى لا يذهب والا كيف نفهم حديث اطراف عدة عن التعامل مع حماس بما في ذلك نتنياهو الذي يريد أن يهرب من استحقاق سريع الى استحقاق مؤجل!!
لم يبق الا ايام قليلة وربع الساعة الأخير هذا خطير وقد تحدث فيه مفاجآت «ودراما» قوية تغير المعطيات.. فالأوربيون لا يريدون أن ينشق موقفهم الذي تمثله (27) دولة وينتظرون لقاء بولندا واسرائيل لا تريد عباس ان يصل الامم المتحدة ويبدو أن لديها سيناريوهات لمنعه ان لم تمنعه الادارة الاميركية التي ستضغط عليه حتى من اطراف في المنطقة..
الجامعة العربية تجتمع في 13/9 وهي تؤيد ذهابه لكن ما هو حجم الدفع فيها وما هو الثقل؟.. هل يراهن عباس على الربيع العربي وساحات التحرير الشعبية والغضب في الشارع العربي والذي كان من اسبابه خذلان القضية الفلسطينية..
اسرائيل التي ذهبت تدرب كلابا وجنودا على قمع اي انتفاضة ومقاومة قادمة في ايلول الجاري تدرك أكثر من غيرها ان لا اسلوب أخر سوى مواجهة الفلسطينيين وهي تعد كذلك..
فهل سيعبر الفلسطينيون الى استحقاق ايلول بالتفاوض أم الدم أم أن تجربة عرفات ستتكرر مع ابي مازن.. لننتظر ايلول وقد قيل في الامثال ايلول ذيله مبلول!(الرأي)