عيشة من قلة الموت وكثرته

حل الأردن في المرتبة 114 في مؤشر دولي يقيس مستوى المعيشة على مستوى العالم وذلك ضمن قائمة ضمت 190 بلداً, والمؤشر يعتمد على عوامل عديدة منها الأسعار والترفيه والثقافة والبيئة والديمقراطية والصحة والأمان وغيرها.
لا ينبغي أن يثير ذلك مشاعر محددة عند أي كان من الأردنيين على المستوى الفردي, فالحساب في هذه المؤشرات يكون بالمعدل العام لمعيشة الناس.
إن القائمين على إعداد المؤشر حسبوا المعدل العام لكل أصناف المعيشة الناس في الأردن التي تشمل طيفاً واسعاً ابتداء من "عيشة الكلاب" وعيشة "من القلة" على العموم, والعيشة "من قلة الموت" على وجه التحديد, والعيشة "مثل ذيل القديشة", والعيشة التي "تقصر العمر", والعيشة التي "تهد الحيل", والعيشة "ملاخمة" وزميلتها العيشة "ملاهدة", والعيشة التي يشعر صاحبها بأنه "يقضي أيام" أو "يقزي أيام" (قزّى يقزي بمعنى يمرر ويتجاوز), لتصل إلى أصناف العيشة العليا مثل العيشة "فوق الريح" وعيشة الملوك والعيشة التي تطيل العمر والعيشة "الأكابري" والعيشة "زهزهة" وغيرها.
يتنافس الناس على الانتقال من أحد هذه الأصناف إلى الآخر, ولكن علينا الانتباه إلى صعوبة وضعها في سلم تراتبي متفق عليه, فحتى "عيشة الكلاب" التي قد يعتبرها كثيرون أدنى درجات العيشة, فإن هذه القناعة ستتلاشى عندما نعرف أن هناك كلاباً تعيش في وضع مريح لدرجة أنها قد تتبادل مثلاً كلبياً يقول "مثل عيشة بني آدم" رداً على مثلنا البشري "مثل عيشة الكلاب", كما أن العيشة "من قلة الموت" سوف تتحول إلى أمر مرغوب إذا توفر الموت فعلاً.(العرب اليوم)