لعبة الكفالات المصرفية

تم نشره الثلاثاء 06 أيلول / سبتمبر 2011 02:46 صباحاً
لعبة الكفالات المصرفية
د.فهد الفانك

سـيء الذكر أحمد الجلبي، الذي كان رئيسـاً لبنك البتـراء، كان ذكياً جـداً. وكان ذكاؤه مكرسـاً للشر والفساد. وقـد ابتدع طرقاً للتحايل على البنك المركزي الذي كان مفتشـوه يطالبون بأخذ احتياطات لديـون من الواضح أنه لا أمل في تحصيلها.

عندما يطلب البنك المركزي من بنك البتراء الاعتراف بأن الدين المطلوب من عميـل معين غير قابل للتحصيـل ويجب اعتباره خسـارة، كان الجلبي يستدعي العميل غير القادر على السداد، ويطلب منه اسـتدانة مبلغ مماثل من بنك آخـر، بموجب كفالـة مصرفية يصدرها بنك البتـراء، ويستعمل الحصيلة لتسديد قرض بنك البتراء، وبذلك ينتقـل التزام العميل الرديء من الجاري مدين، الذي يمثل تسهيلات مباشرة، إلى الكفالات وهي التزامات غير مباشرة وتعتبر طارئة. وعند ذلك يصدر رد البتراء على المركزي بالقـول: إن الدين الذي يقول المفتشـون أنه رديء قد سـدد نقداً!.

عند تصفية البنك – بعد خـراب البصرة- كانت الخسائر في الكفالات أسـوأ من الخسـائر في الديون الصريحة، ذلك أن معظمهـا كانت كفالات دفع، أي لمجرد تأجيل الاعتراف بالخسـارة وإدخالها في القيـود.

لعبة بنك البتراء معمول بها حالياً، فالحكومة تستعيض عن دفع الخسائر نقـداً لمؤسسات القطاع العام، خاصة إذا كانت ناشـئة عن قرارات حكومية مثل الدعم وتثبيت الأسعار، بتقديم كفالـة مصرفية توفر لتلك المؤسسات نقـوداً لدفع التزاماتها دون أن تحتاج الخزينة لأن تدفع مالاً أو تعتبر المبلغ ضمن النفقـات العامة.

هـذا الأسلوب يحقـق ميزة إضافية وهي التأجيل فالحكومة تسـتطيع أن تدعم الكهرباء دون أن ترتفع نفقات الموازنة العامة، لان الكفالة لا ترد في الموازنة، وسيتم تسـديدها في المستقبل ضمن موازنة التمويل، أي بدون المرور على بند النفقـات. الأمر الذي يفسر كون المديونية ترتفع بمبالغ تزيد عن العجـز.

الكفالات التي تصـدرها الحكومة لصالح بنـوك هي اتفاقيات ترتب على الدولة تكاليف معينة بشـكل فوائد، وتحتاج دستورياً للصدور بموجب قانون يجيزه مجلس النواب، ولا يكفي قرار مجلس الوزراء. ينطبق ذلك على كفالات الحكومة لصالح سـلطة المياه أو شـركة الكهرباء الوطنيـة أو شركة مـوارد، أو صنـدوق المشاريع التنموية والاستثمارية وغيرهـا.(الرأي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات