مع الشعب الليبي!

لدينا ميزة لا بد ان نحافظ عليها وهي قدرتنا للوصول الى الشقيق والمستغيث والملهوف وحيث النداء الانساني ايضاً ليس لأننا قوة عظمى كما كان يحلو للعقيد القذافي المخلوع أن يصف ليبيا وانما لأن لدينا ارادة التعبير عن الذات بالمشاركة الانسانية والأخوية والقومية التي تخلصنا من الشعور بالاثم وتعلي من قيمة بلدنا واسمه وتجعلنا بمصاف من يملكون ويستطيعون فليس المهم ان تكون لدينا الأموال الطائلة أو القوة الخارقة أو الامكانيات العظيمة ولكن المهم أن يكون لدينا الارادة والنبض الانساني وحرية التعبير عن الذات الوطنية والقومية وهذا ما اتاحته قيادتنا دائماً وفعلته رغم أن هناك من ينقد أو يستكثر أو يريد لنا الانكفاء وأن نصبح حارة داخلية أو فناء مغلقاً..
كان الأردن موجوداً بصيغته الانسانية في أكثر من موقع من أجل السلام والأمن والاستقرار وعبر الأمم المتحدة وكان موجوداً استجابة لنداء الاشقاء والأصدقاء والملهوفين في الحروب والزلازل والكوارث الطبيعية فقد وصلت المستشفيات الأردنية المتنقلة من غزة الى أفغانستان ودول شقيقة وصديقة من لبنان الى السودان والى دول افريقية..كنا حين وقع الزلزال في ايران وفي أرمينيا والفيضانات في بنغلادش..كنا في العراق ممثلين بأحسن الأطباء والممرضين وها نحن اليوم في ليبيا المجروحة والمكلومة يتطلع لدورنا الاشقاء والأصدقاء القادرون وغير القادرين..
كنا في المقدمة ولم ننتظر وفي اللحظات الصعبة ولم نتردد وسنكون الآن ايضاً في البناء القادم الاداري والأمني والفني وحيث يلزم أن يكون الأردني الموصوف بإخلاصه وانضباطه وقدرته على تمثل قيم مجتمعه واسهام قيادته..
سنكون في ليبيا كما الدول الكبرى القادرة وعلى قد العطاء، فقد كنا هنا في ليبيا في سنوات مبكرة في التعليم والصحة والبناء افراداً ساهموا بشكل ملموس في تنوير الصحراء وجعلها تثمر بالمعرفة..
نعم نستطيع اليوم أن نساهم في اعادة بناء ليبيا الشقيقة المكلومة والمدمرة بفعل الطاغية الذي لم يتخيل انه سينزل عن سرجها وقد أدماها يوماً من الأيام أو ان يفلت من يده لجامها وقد كبل حركتها واطال عذابها..
سيكون لنا شأن في اعادة البناء..في التدريب والتأهيل لقوة ليبيا وأمنها واستعادة دورها الى جانب أشقاء عرب حيث عبّر العربي لأول مرة عبر الجامعة العربية ومن خلال مواقف ثنائية عن دور أوضح في القضايا القومية والشراكة الدولية..
هناك خبرات فنية أردنية عسكرية وأمنية كان لها دور وان كانت رمزية وهناك ما يقر به الاشقاء الليبيون في المجلس الانتقالي من عمق الدور الأردني وأهميته وما يبشر به في المقبل من الأيام..
ليست قيمة الدول فيما تصنعه داخلها وانما فيما تشارك فيه الأسرة الدولية وفيما تستطيع أن تعتز به من مساهمات مهما كانت متواضعة فقد تعلمنا في ثقافتنا وفي ممارساتنا القائمة اليوم أننا على «قدر أهل العزم» شعار نمارسه لتتعلم أجيالنا منه دون ان نلتفت الى اي تخذيل أو تشكيك..!(الرأي)