العراق يختار الأردن لترويج استثماراته النفطية.. لماذا؟

ما قدمه الأردن من تسهيلات فنية وادارية ولوجستية أنجحت فكرة عقد المؤتمر في عمان وقد كان في مقدمة التسهيلات تلك التسهيلات الأمنية الواعية التي ترتب عليها استدراج انعقاد هذا المؤتمر الذي كان يعقد في تركيا الى الأردن ليكون المؤتمرون الممثلون لـ (41) شركة نفط أجنبية قادرين على اللقاء والبحث والاطلاع والمنافسة وقراءة العقود والمناقصات والتأهيل وعقد الائتلافات لاستثمار (12) حقلا نفطيا وغازيا عراقيا..
الجهة المستدرجة والتي أقنعت الأطراف بانعقاد المؤتمر في الأردن كان مجلس الأعمال العراقي الذي تحدث لي رئيسه الدكتور ماجد الساعدي واصفاً البيئة الأمنية والاستثمارية الأردنية بأنها مميزة رغم ما يسود المنطقة من توتر واضطراب وأن المسؤولين الأردنيين الذين قدّموا التسهيلات التقطوا اللحظة ووفروا الامكانيات ليكون الانعقاد في عمان ولذلك عوائد كبيرة مادية ومعنوية وفيها رسائل تعكس استقرار الأردن وقدرته على تقديم بيئة استثمارية تنافسية وقدرة على عقد المؤتمرات الدولية الاقتصادية وغيرها من هذا الحجم..
هذه أكبر صفقة ترويج للغاز والنفط العراقي على الاطلاق وتعد هذه الفعالية هي الرابعة في جولة التراخيص التي بدأت منذ عام 2008 وتستمر ليكون (11) أيلول من هذا الشهر موعداً هاماً ينعقد فيه المؤتمر يومين حيث تشرح الاستثمارات لـ (12) حقلا نفطيا وغازيا وتوزع المعلومات المتعلقة بمسودات العقود..
نعم يصلح الأردن ليكون أفضل المواقع في الاقليم لسياحة المؤتمرات وقد وجه الملك لذلك حين جرى انشاء مركز الملك الحسين للمؤتمرات في البحر الميت وما يجري الآن لانشاء المزيد من البنية المؤهلة لذلك في البحر الميت أيضاً وفي عمان والعقبة..
وستكون الشركات العالمية المختصة التي تلتقي هنا قادرة على طرح خبراتها بما يفيد الأردن في اخضاع بيئته الاستثمارية العامة للمعاينة وأيضاً الاستعانة بهذه الخبرات لامكانية الشراكة مع الأردن أو تقديم المساعدة أو الخبرة له في التنقيب في حقوله المفترضة..الجهات الرسمية وخاصة الأمنية وراء هذه التسهيلات التي تفتح الباب لاستقطاب استثمارات أوسع للترويج لها فالموقع الأردني ظل دائماً مهماً وظل يحتاج الى من يوفر له التفاعل والاستقطاب والتوظيف وتحويل ذلك الى عوائد على الخزينة وإلى عوائد على سمعة الأردن واستقراره واظهار هذه الميزة النادرة في المنطقة الآن..
القدرة الهائلة للشركات المؤتمرة والتي تمثل أكثر من (25) دولة سيجد بعضها أن هناك امكانيات لدراسة الحالة الأردنية على مستوى النفط والغاز وأعتقد كما فهمت أن الجهات الأردنية المعنية مهتمة بذلك في اعادة تقييم عملها وفتح المجال لدراسة حقول أخرى جديدة..
في مجال النشاط فإن هذه الخطوة الترويجية الكبيرة للاستثمار وهي تسجل لمجلس الاعمال العراقي كجزء من برنامجه ونشاطه فإنها تعطي هذا المجلس دفعة أخرى قوية في تبرير دوره وتعميق الصلة بين بلد المقر الأردن وبين العراق حيث يعمل ويتنقل المستثمرون العراقيون الذين وضعوا هذا الاطار لتمكين المستثمرين من انجاز أعمالهم والتمتع بالتسهيلات والمطالبة بالمزيد منها وفتح الحوارات عليها..
ويبدو أن قدرة مجلس الأعمال العراقي في الاردن في اقناع الجهات الرسمية العراقية المختصة بالنفط قد أثمرت في نقل موقع الانعقاد من تركيا الى الأردن بعد أن توفرت الميزات لذلك والتي ندعو للمحافظة عليها وتكريسها وتوسيعها ليستأنف الأردن دوره وامكانياته وينطلق مرة أخرى بامكانيات قادرة على استقطاب المستثمرين العراقيين والعرب والاجانب...فما زالت المنطقة واعدة وما زالت محط أنظار العالم الاقتصادية حين نعلم ان احتياط النفط الخام العراقي يبلغ أكثر من (143) مليار برميل والغاز أكثر من (126) ترليون قدم مكعب غير نفط وغاز اقليم كردستان العراق...وجولة الترويج هذه لمزيد من الاستكشافات في حقول وسط العراق وجنوبه وهي الجولة الرابعة بداية العام القادم والتي ستزيد من احتياطات العراق (10) مليار برميل نفط و (29) مليار قد مكعب غاز وعليكم أن تتخيلوا أهمية ذلك وأن تدركوا سر الاطماع والصراع الدولي في المنطقة وعلى العراق تحديداً!!(الرأي)