الاصلاح يبدأ بتغيير منهجية التفكير

تم نشره الأربعاء 14 أيلول / سبتمبر 2011 02:06 صباحاً
الاصلاح يبدأ بتغيير منهجية التفكير
رحيّل غرايبة

الخطوة الاولى في مسيرة الاصلاح الوطني الشامل بكلّ ابعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والعلميّة والبحثية هي اصلاح منهجية التفكير, التي تنعكس على ادارة العملية الاصلاحية بشمول, ابتداءً بالكلمة والحوار وانتهاءً بالقرار والتنفيذ والمتابعة.

خلال نصف قرنٍ مضى تمّ ترسيخ منهجية تفكير غير سليم, وتبعها منهجية ادارية غير سليمة أيضاً في عموم الرقعة العربية; ولذلك فالديمقراطية ثقافة وعلم وفن قبل ان تكون سلوكا وممارسة, ومن هنا فإنّ تغييب الشعب كلّه عن ممارسة حقه في السلطة واختيار الحكومات كرّس عقلية عامّة على المستوى الرسمي وعلى المستوى الشعبي تقوم على التلقي والتلقين الابدي الى يوم الدين.

ومن أهم وأخطر افرازات عقلية التلقي والتلقين, الجمود والميل الى الانتظار الدائم بما يتنزل من الادارات العليا, وتنحصر الشجاعة وأعلى درجات الفروسية في محاولة التعليق على ما يتنزل وما تسعف الظروف في انتقاء ادوات النقد الناعمة وغير المزعجة, عملا بالشعار القائل: لا تزعجوا انفسكم نحن نفكر بالنيابة عنكم.

ليس هذا فحسب بل انّ هذا التشكيل العقلي وهذه المنهجية في التفكير تنطبق على النخب والمثقفين والكتاب والاعلاميين والصحافيين ومساحة كبيرة ممن يتعاملون مع السياسة, فأصبحوا يقرّون بقرارة انفسهم بمنهج الوصاية, وانعكس ذلك على مفهوم الدولة, وأنّ الدولة ملك لفئة معينة, تقبل عندها من تريد, وترفض من تريد, وتقرب من تريد, ويصبح تصنيف المعارضة والموالاة قائم على هذا المفهوم العجيب.

ولذلك يجب البدء بتغيير مفهوم الدولة, وتغيير ثقافة الموالاة والمعارضة بالمعنى السياسي السليم, فالدولة لجميع المواطنين فيها بدرجة سواء, والدول تضمّ جناحيها على الحكومة وعلى من يعارضها بنفس درجة التعامل, والشعب هو صاحب الدولة, والشعب صاحب الحق باختيار السلطة والحكم, وصاحب الحق بتغييرهم بأي وقت, وليس هناك حكومة دائمة ومعارضة دائمة, الا في العصور المظلمة الغارقة بالدكتاتورية والاستبداد.

ومن الغريب في منهج التفكير السقيم انّ بعض افراد النخبة يعيبون على بعض الاحزاب انّها تريد السلطة ويطلقون التهديدات لها بالحلّ!!, وهم لا يدرون او يتجاهلون انّ وجود الاحزاب السياسية مرتبط بنيتها الوصول الى السلطة, ولكنّهم بعقولهم القاصرة يعتبرون الاحزاب عبارة عن كائنات غريبة تتسول الحرية والكرامة والحق في العيش على أبواب السلاطين.

إذا لم يتمّ تغيير منهجية التفكير لدى النخب والمثقفين في الدولة وأصحاب القرار, والاحزاب, والتشكيلات الشعبية وجماهير الشباب بحيث يتمّ التفكير بطريقة علمية موضوعية تقوم على الفهم الصحيح للادارة الشوريّة الديمقراطية, تؤسس لعمل اصلاحي شامل قادر على النهوض بالدولة كلّها عبر عقد اجتماعي حقيقي عادل يكون الشعب الطرف الفاعل والرئيسي فيه بلا منّة ولا تفضل من احد الا الله جلّ جلاله, فعند ذلك ما زلنا نراوح في المربع الاول (العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات