مرة أخرى .. عن العرب واستحقاق سبتمبر

تم نشره الخميس 15 أيلول / سبتمبر 2011 01:58 صباحاً
مرة أخرى .. عن العرب واستحقاق سبتمبر
عريب الرنتاوي

نقرأ باهتمام، ما كتبه الأمير تركي الفيصل مؤخراً في النيويورك تايمز...ويسرنا أن نسمع من مسؤول سعودي رفيع المستوى، ما يشبه «الإنذار» للساسة الأمريكيين من مغبة استخدام «الفيتو» في مجلس الأمن، ضد مشروع الفلسطينيين الاعتراف بدولتهم المستقلة وفقاً لخطوط الرابع من حزيران 67... بل ويزيدنا اهتماما بما قيل، إشارته إلى مخاطر سقوط «الفيتو» على أسماع رأي عام عربي، لم يعد متسامحاً حيال من يتطاول على حقوقه وكرامته، ولم يعد يغفر لمن يتواطأ مع هذا التطاول أو يتساوق معه.

نأمل أن يكون موقف الأمير، معبراً عن سياسة المملكة، لا عن قراءة خاصة به...ونأمل أن تكون واشنطن قد تبلغت عبر «القنوات المعتادة» وليس عبر صحافتها فحسب، بمضامين مقال الأمير، سيما «تحذيره» من أن «العلاقة التحالفية السعودية – الأمريكية» لن تظل عليها في حال استخدام «الفيتو»...نأمل أن يرقى منسوب الخطاب العربي عموماً، إلى ما يمكن اعتباره «روح التحرير» و»مناخات ربيع العرب».

وفي الحديث عن المواقف العربية، يبدو أن الدبلوماسية الأردنية خطت خلال الأيام الأخيرة، خطوة أوسع على طريق دعم «استحقاق أيلول» بعد أن باءت آخر المحاولات لاستئناف المفاوضات والتوصل إلى حلول توافقية بالفشل الذريع، وأقصد بها «محاولة ربع الساعة الأخيرة»، التي قام بها ديفيد هيل ودينس روس، وقبلهما طوني بلير لرام الله، وبعدهما كارين أشتون للمنطقة.

ووفقاً لمصادر فلسطينية متطابقة، لم يتسن لنا تأكيدها من أي مصدر رسمي أردني رفيع المستوى، فإن القيادة الفلسطينية، استمعت في آخر لقاءاتها مع القيادة الأردنية، إلى ما كانت ترغب بسماعه، من عبارات الدعم والإسناد، حتى أن مصدراً فلسطينيا باح لمحديثه، بأن جلالة الملك، أبدى الاستعداد ليكون إلى جانب القيادة الفلسطينية في نيويورك، إن كان لأمر كهذا، أن يحدث فرقاً، الأمر الذي أعادنا إلى مقالة الأمس، والتي دعونا فيها القادة العرب للذهاب إلى نيويورك برفقة الرئيس عباس، دعماً لفلسطين ولحقها في الحصول على ما يليق بها من اعترافات دولية.

وما يقال عن مواقف الأردن، قيل بدرجة أو أخرى عن دول عربية مثل قطر وتونس والجزائر، والأرجح أن دولاً لن تقف موقف المتفرج على معركة الفلسطينيين في نيويورك، وإن كانت لم تتبلور بعد، مستوى انخراطها في المسألة وحدوده.

خلاصة القول، أن المشهد العربي قد أخذ في التحرك على ما يبدو...وإن كان هذا التحرك لمّا يزل محدوداً، بطيئاً ومقتصراً على دول دون أخرى......فنحن على سبيل المثال، نريد شبكة أمان سياسية ومالية للدبلوماسي الفلسطيني الذي يواجه ضغوطاً جدية هذه الأيام....نريد شبكة أمان سياسية ومالية عربية، تقطع الطريق على محاولة آشتون التي تقوم بها نيابة عن واشنطن وتل أبيب على ما يبدو، وليس أصالة عن أوروبا فحسب، تنفيس المسعى الفلسطيني لانتزاع عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، والاستعاضة عن ذلك، بطموح مقزّم على مقاس «نظرية الأمن الإسرائيلية»، وبتعهدات فلسطينية «مسبقة» تجعل الذهاب إلى الأمم المتحدة، عبئا على الفلسطينيين وهزيمة لمشروعهم، بدل أن يكون ذخراً لهم ونصراً لتطلعاتهم بكسب واحدة من معاركهم الدبلوماسية / الحقوقية المهمة، حتى وإن لم تكن ليست «أم معاركهم».

وأحسب أن تقصيراً شديداً قد قارفته الحركة الوطنية الفلسطينية، بجناحيها الوطني والإسلامي، التي لم تنزل إلى الشارع رافعة لواء هذا المشروع...ولم يعد بمقدورها، وهي «القاعدة» في منازلها، أن تخاطب الشوارع العربية، لنصرة هذا الحق...كان بمقدور الحركة الوطنية الفلسطينية أن تضع معركتها السياسية والحقوقية مع إسرائيل، على جدول أعمال «الشوارع العربية» لكنها وهي التي غابت عن «شارعها» هي بالذات، لم يكون بمقدورها أن تفعل ذلك...على أن الفرصة لمّا تفت بعد، فما زال في الوقت متسع لحراك واسع، يصاحب استحقاق أيلول ويحميه ويطور أهدافه ومراميه...وعلى قادة الحركة الوطنية وكوادرها، أن يدركوا تمام الإدراك، أن زمن «الغرف المغلقة» المنوط بها صنع السياسة الخارجية العربية، قد ولىّ، أقله في عديد من الأقطار العربية، وأن هذه السياسة يمكن صنعها في الشارع كذلك...لكن هذا الشارع بحاجة لشارع يخاطبه، والشارع الفلسطيني لزم الصمت، فاستحق التجاهل.

والراهن أن الفلسطينيين، قيادة وفصائل، لم يغادروا بعد، مربعات ما قبل «ربيع العرب»، ولم يكيفوا أدواتهم النضالية ووسائل تحركهم وقنواته وفقاً لذلك...لم يبدأوا رحلة البحث عن حلفاء جدد، من بين القوى الجديدة الناشئة في العالم العربي، ما زالوا معتادين على مخاطبة «الزعيم الفرد، الواحد الأوحد»، الذي لم يعد موجوداً في عدد من الدول العربية، وغيّر من سلوكه في دول أخرى، وإلى أن تلتقط القيادة الفلسطينية جديد المرحلة، يبدو أن كثيرا من الفرص، ستضيع على الفلسطينيين.(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات