اذ تصبح اباريق الوضوء قضيتنا الاولى في القدس!

تم نشره الخميس 15 أيلول / سبتمبر 2011 01:59 صباحاً
اذ تصبح اباريق الوضوء قضيتنا الاولى في القدس!
ماهرابوطير

قبل سنوات وفي اجتماع مغلق في بيت الاردن،قال الملك ان القدس ستتحول الى متحف اثري اذا تواصل تفريغ المدينة من السكان بهذه الطريقة،والاجتماع حضره سبعة اشخاص بالاضافة الى اربعة كتاب صحفيين.

الملك يومها قال ان اسرائيل تسعى بكل الطرق لتفريغ القدس من السكان،عبر وسائل عدة،ابرزها شطب الاقامات،وعزل القرى المقدسية،واستغلال اي اقامة لمقدسي خارج القدس،او حمله لجنسية اجنبية،من اجل شطب اقامته في المدينة،وبالتالي تهويد المدينة.

خلال السنوات الاخيرة،ومع كل التحذيرات التي تصدرها مؤسسات مقدسية،مازال العالم العربي يتفرج على وضع المدينة المقدسة،وهاقد جاءت الثورات العربية لترفع شعارات متعددة،فيما غابت المدينة المقدسة عن هذه الثورات.

المسجد الاقصى هو درة المدينة المحتلة،وواقع الحال يشي بمخاطر كبيرة جداً،اذ ان هدم الاحياء العربية،وحفر الانفاق،تحت المسجد الاسير،وبناء الكنس،يقود الى تهويد المدينة المحتلة،وتحويل كل الملامح الاسلامية الى مجرد ذكريات.

مايتعرض له المقدسيون امر مؤلم جداً،وسط سكوت فلسطيني وعربي واسلامي،هذا على الرغم من ان وجود المقدسيين في المدينة المحتلة،امر مهم جداً،من اجل مستقبل المدينة،ووضعها السكاني.

نريد ان يطلق الاردن مبادرة من اجل القدس،تقوم على انشاء صندوق عربي للانفاق على العائلات المقدسية،ودفع غرامات البيوت،وضرائب المحال التجارية،وان يكون مقر هذا الصندوق في الاردن،لاعتبارات كثيرة.

لايمكن ان نكتفي بالعلاقة مع القدس،بالجهد النبيل بشأن المسجد الاقصى،لاننا نفرش السجاد،ولاتسمح لنا اسرائيل بالمقابل ان نبني المئذنة الخامسة،التي اعلن الاردن عنها رسمياً،ثم غاب الحديث عنها،لموانع اسرائيلية لم يتم الاعلان عنها.

حتى يشاء الله امرا كان مفعولا،لابد من مبادرة اردنية،لخصوصية الاردن بشأن علاقته مع القدس،وهي مبادرة يمكن دعمها ورعايتها عربياً،وتمويلها،بدلا من هذا النفاق العربي الذي يترك القدس للضياع،وفوق هذا النفاق تخاذل المال الفلسطيني والعربي.

الاف البيوت قد يتم هدمها،ومئات المحال التجارية قاب قوسين او ادنى من الاغلاق بسبب الضرائب،وعشرات الاف المقدسيين يعيشون في الخارج لعدم قدرتهم على الانفاق على اولادهم وهم في القدس،ولابد ان تشمل هذه المبادرة تخصيص مبالغ لكل رب عائلة مقدسي،حتى يبقى الناس في المدينة وحزام قراها.

اسرائيل ووفقا لمصادر مؤكدة تعتزم خلال الفترة المقبلة طرد كل عائلات الفلسطينيين الموجودين في القدس،ممن منابتهم لا تعود للمدينة،وسيتم ترحيل ابناء غزة وابناء الخليل،وغيرهم،والهدف هو خفض الوجود العربي في مدينة القدس.

اسهمت سياسات اسرائيل ايضا،بتهجير اغلب العائلات المقدسية المسيحية،ولان العرب لايجيدون سوى الشعارات الرنانة،فقد تركوا المسيحيين للتهجير،بذريعة ان المعركة اسلامية،فلم ينفعوا في المحصلة،مسيحياً،ولا مسلماً،والثمن هو عروبة المدينة.

لانريد ان يحمل الاردن اعباء صعبة،لكننا نراه لاعتبارات سياسية وجغرافية وتاريخية،قادر على القيام بمثل هذه المبادرة،التي يرضاها الاردنيون والفلسطينيون،وقد آن الاوان ان يطلق الاردن صرخة التحذير الكبرى،امام العرب،ليتحمل كل طرف مسؤولياته،بدلا من تحمل الاردن للمسؤولية الدينية،فيما يكتفي العرب،بتحويل قضية القدس،الى قضية اباريق وضوء،وموائد افطار رمضانية.

القدس تستغيث بالاردن،ولهذا البلد شهداء ودماء ورجال وتاريخ يؤهله ان يحمي المدينة المقدسة،في وقت تدب الذئاب البشرية من حول الاقصى وحواليه،لنهشه وهدمه وسفك دمه المقدس.(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات