هل يسقط أوباما ؟
تم نشره الجمعة 16 أيلول / سبتمبر 2011 01:55 صباحاً

فهد الفانك
سـيكون الرئيس باراك أوباما المرشح الوحيد للحزب الديمقراطـي في الانتخابات الرئاسية المقررة في خريف العام القادم ، ولم يتوصل الحزب الجمهوري بعد لتحديد مرشحه من بين حوالي 12 شخصية تطرح نفسـها لهذا السباق.
نظرياً يجب أن تكون المعركة الانتخابية القادمة محسومة لصالح الرئيس الحالي ، فهناك حالات قليلة أمكـن فيها إسقاط رئيس والحيلولة دون التجديد له ، فهل يكون أوباما من تلك الحالات القليلة شأن جيمي كارتر وجورج بوش الأب.
استطلاعات الرأي تشـير إلى انحدار شـعبية أوباما إلى الحضيض. وحتى أعضاء حزبه يعتبرونـه ضعيفاً وفاشلاً ، فقد جاء لإحـداث التغيير ولكنه عملياً مارس نفس السياسات التي مارسـها سلفـه الجمهوري بوش.
السـود والفقراء الذين أيدوه وتوقعوا خيراً على يديه خاب أملهـم ، فقد عقـد الصفقات على حسـابهم مع الجمهوريين الذين يمثلون الشركات الكبرى والأغنياء ، وقد انتزعوا السـيطرة على الكونجرس منه.
أوباما لم يستطع زيادة الإنفاق العام لأغراض اجتماعية ، ولم يستطع فرض ضرائب على الأغنيـاء والشركات الكبرى ، بل وافق تحت ضغط الجمهوريين على تمديد العمل بالتخفيضات الضريبية الجائرة التي كان قد قررها سـلفه بوش لصالح شركات البترول العملاقة وأغنى 1% بين الأميركيين.
في السياسة الخارجية لم ُيحـدث أوباما تغييراً يذكر ، فقد أعطـى وعوداً بتحقيق السـلام في الشرق الأوسـط على أساس الدولتين ، ولكنه لم يفعل ، بل أنه تعهد باستعمال حق الفيتـو في الأمم المتحـدة ضد إجماع العالم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
تعهد أوباما في اليوم الأول لاستلام السلطة بإغلاق معتقل جوانتنامو خلال سنة ، ولكن المعتقـل ما زال عاملاً بعد ثلاث سـنوات ، ويحاكم الأسرى أمام محاكم عسكرية لا نظامية كما كان الحال في عهد بوش – تشيني.
في مجلـة نيوزويك عرض لكتاب نائب الرئيس السابق رتشارد تشـيني الذي صدر حديثاً بعنوان (في زماني) يقول الكاتب للمؤلف أنه يستطيع الآن أن يستريح ، فقد انتصرت نظرياته وسياساته السـوداء الظلامية ، وظلت بعده مطبقـة بحذافيرها.
بدلاً من أن يغير أوباما واشنطن ، فقد غيرته واشنطن وأعادت تشكيله على صورة ومثال بوش – تشيني. وإذا لم يكن هذا كافياً فقـد عاد الركود الاقتصادي المتجدد وارتفع معـدل البطالة كضربة قاسـية.
أمام أوباما سـنة ليفعل شـيئاً يخرجه من مأزق حياته السياسـية ، فهل يفعل ؟(الرأي)