التعبير عن الرأي يتطلب وجود رأي أصلاً

يمل الأردنيون بسرعة من ممارسة أشكال التعبير عن الرأي, وهم في كل مرة يطالبون بإتاحة شكل معين منها, يتوهمون, وأحياناً ويعطون إيحاءاً, بأنهم سيفعلون الكثير لو تحقق لهم الأمر, ولكن ما أن تمضي أسابيع أو أشهر قليلة على نيل هذا الشكل المطلوب حتى يظهر الملل بينهم من جديد.
يكمن جزء كبير من المشكلة في أن أغلب أشكال التعبير عن الرأي المتاحة وغير المتاحة هي ذات طابع دولي ولا تحتوي على الكثير من العناصر المحلية, يشمل ذلك الاعتصامات والمسيرات والمظاهرات والوقفات الاحتجاجية وحتى الكثير من أشكال النشر والكتابة والخطابة.
فيما يلي بعض الأفكار للنقاش:
لم يجرب الناس أساليب الاحتجاج عن طريق "بلع الريق" أو "جَمْط الريق", ولم يمارسوا الأشكال الحديثة من "بَرْم البوز" و"المجاحرة" والتكشير أو "الكَشْخَمَة" -كما يقول أهلنا في الكرك- ولم يقوموا بعمليات "تحمير العيون" أو إبراز "البلاجم" أي الشفاه الكبيرة مع المنطقة المحيطة بها مباشرة.
لم يجرب المعارضون وخاصة المعارضات النساء أسلوب "شق الثوب" أو "تشليخ الشعر" و"لطم الخدود", ولم تثقف المعارضة أعضاءها بأساليب "دق الراس بالحائط", مع استعداد الحكومة لتوفير الحائط...الخ.
الثقافة المحلية غنية بأشكال التعبير المناسبة, والمطلوب من الشعب أن يبدي بعض الحيوية. (العرب اليوم)