بين الرمثا وملكا

شجعت المبادرة الشجاعة لاهالي بني حسن والتي تمثلت بسلسلة من الاحتجاجات والاعتصامات على مدار عدة سنوات, وانتهت بتدخل الملك الشخصي وايعازه للجهات الحكومية بتوثيق الاراضي التي يطالب بها الاهالي ابا عن جد وتسجيلها باسمهم شجعت الاهالي في اكثر من منطقة للكفاح السلمي المشروع من اجل استعادة او توثيق او تسجيل حقوقهم في ارض مصادرة او منتزعة بذرائع شتى.
ومن ذلك ما قام به اهالي الرمثا وملكا الاسبوع المنصرم وما يزمعون التأكيد عليه مجددا وكلهم ثقة بان الجلد والمثابرة والاصرار على هذه الحقوق وتنظيم المبادرات والاعتصامات هو السبيل الوحيد المشروع لاسماع صوتهم وتوصيله الى حيث اعتقدت الجهات النافذة ان هذا الصوت لن يصل وان حقوق الاهالي والفلاحين انتهت الى الابد...
وبين مناخات الاحتجاجات والثورات العربية في كل مكان وبين تدخل الملك الشخصي في قضية سابقة, فان الامل يحدو اهالي الرمثا وملكا باستعادة حقوقهم والتأكيد على المأثور او المثل العربي (ما ضاع حق وراءه مطالب) وليس النجاح (النسبي) الذي حققه النشطاء الاردنيون ضد استباحة برقش وغاباتها من قبل عصابات البلاك ووتر ليس ببعيد, وهذه تجربة اخرى تسجل للمهندس فراس الصمادي والكاتب رمزي الغزوي ورفاقهم من لجنة الدفاع عن برقش, وهي تجربة برسم التكرار في كل محمية ومنطقة.
ان قضية اراضي الرمثا وملكا, قضية محقة وعادلة ويجب ان تعود الى اهاليها, وعلى الرأي العام الاردني كله ان يساند الاهالي في هذه القضية التي بقدر ما تبدو كقضية خاصة, بقدر ما هي قضية عامة في بلد ومجتمع شكلت الارض هويته وثقافته وكرامته قبل ان تشكل مصدر حياته وخبزه.(العرب اليوم)