مفاوضات من أجل المفاوضات..إلى متى؟

تم نشره الإثنين 26 أيلول / سبتمبر 2011 01:45 صباحاً
مفاوضات من أجل المفاوضات..إلى متى؟
سلطان الحطاب

 

ما زالت اسرائيل تأكل في رأس الرأي العام حلاوة وهي تتحدث عن المفاوضات مع الفلسطينيين وقد صممتها لتكون مفاوضات من أجل المفاوضات منذ أجبر رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق اسحق شامير حضور مؤتمر مدريد عام 1991 ويومها قال «اذا كان هذا هو الخيار فسنفاوض عشرين سنة يومها استكثر المراقبون القول واستخفوا به ولكن العشرين سنة» نفذت في مفاوضات عقيمة كانت اسرائيل تدرك سلفاً انها في ظلالها وتحت استارها يمكن ان تنجز مشاريعها في التوسع والاستيطان وفرض الامر الواقع وخلق حقائق جديدة لا يستطيع معها الفلسطينيون اقامة دولتهم حتى لو قال العالم بذلك..

بعد عشرين سنة من المفاوضات وبعد المزيد من التواطؤ الدولي وانكشاف الوعود الكاذبة التي وعد بها الرئيس الاميريكي أوباما المسلمين في اسطنبول والعرب في القاهرة بحل عادل للقضية الفلسطينية وبعلاقات جديدة يسترجع بها صورة الولايات المتحدة التي شوهها دعم اسرائيل المطلق والانحياز اليها واحتلال العراق والحرب على افغانستان وخلاصة الحرب على الارهاب وسوى ذلك من ممارسات فأين الحقيقة اليوم؟..اين حتى وعد الرئيس أوباما السنة الماضية حين قال مخاطباً الامم المتحدة «انه يتمنى ان يرى مندوب فلسطين هنا اي في الأمم المتحدة وقد حازت دولة فلسطين على عضويتها»..أين ذلك ولماذا ادار أوباما ظهره لذلك «ولحس» وعده وراح يزايد حتى على الاسرائيليين بجدوى المفاوضات..

ما الحقائق الجديدة؟..والى ماذا سيسوق الاحباط واليأس الفلسطيني من الموقف الاميريكي..وما هي مصلحة الولايات المتحدة في اعادة تشويه صورتها في العالم العربي والاسلامي؟..وهل يدرك الشعب الاميريكي العادي ذلك؟..وهل تضمن الولايات المتحدة الاميريكية مصالحها في المنطقة بعد هذا الموقف وعلى من تراهن في ضمانة ذلك والمنطقة يجتاحها الربيع العربي وتدخل الى مخاضات عسيرة وقد تفقد الولايات المتحدة المزيد من انصارها والمتفهمين لسياساتها بل ومن كانت تستطيع ان تضغط عليهم وتوظفهم لهذا الامر كما الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك..

هل تفضل الادارة الان ان تحافظ على رئيسها اوباما لانتخابات قادمة تقرر فيها اللوبيات الصهيونية واسرائيل نجاح الرئيس على ان تجد حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية تجعل الولايات المتحدة مقبولة في المنطقة..

كيف سيتصرف الفلسطينيون الان بعد هذا الاحباط الذي تسببه الحماية السياسية والعسكرية والاستراتيجية الاميركية لاسرائيل وكيف سيكون الموقف العربي الذي يشهد تحولات واسعة بفعل تأثيرات الرأي العام العربي الذي كونته حركة الاحتجاجات في الشارع (الربيع العربي) على متخذي القرار..هل سيخرج موقف عربي جديد رأينا مؤشراته في هرب السفير الاسرائيلي من القاهرة بفعل ضغط الشارع..

ما قيمة معاهدات السلام مع اسرائيل وما قيمة الاحتفاظ بعلاقات سياسية ودبلوماسية معها اذا لم تراع اسرائيل مضامين هذه العلاقات واذا لم تقدر كلفتها على الانظمة العربية في هذه المرحلة من التحولات وظلت تصر ان تظل هي المستفيدة منها مع استمرار احتلالها واستيطانها ومصادرتها للأراضي الفلسطينية ورفضها لسلام عادل وانكارها لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والمقرة قرارات الامم المتحدة..

اسرائيل كانت وما زالت عدواً للسلام وبالتالي لا بد ان تكون عدواً لمن يطلبون السلام ويحرصون عليه ولمن يرون ضرورة ان يقوم ليأخذ الفلسطينيون حقوقهم وهي بهذا المنطق عدواً لا بد من اعادة التعامل معه بما يليق بالعدو!!(الرأي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات