دعم السلع أم الدخل؟

تم نشره الإثنين 26 أيلول / سبتمبر 2011 01:44 صباحاً
دعم السلع أم الدخل؟
فهد الفانك

بعد أن اتضح أن كلفـة الدعم الاستهلاكي هذه السنة سوف تتجاوز مليار دينار نجـد في التداول توجهاً رسمياً معلناً نحو التحـول من دعم السلـع لصالح الأغنياء كل بقدر استهلاكه، إلى دعم المستحقين من محدودي الدخل الذين يمكن الوصول إليهم بموجب تعريف واضح وسهل.

هذا لا يعني أن القرار سوف يتخـذ، فسوف تظل الفكرة تدور من حوار إلى حـوار، ومن لجنة إلى لجنة، ومن مؤيد إلى معارض، وفي نهاية المطاف فإن الحكومة لن تأخـذ القرار الصعب خـوفاً من تبعاته السياسية.

التفاؤل بإمكانية إيجاد حلول لمشكلة الدعـم، يقابله التشـاؤم بقدرة الحكومة على اتخـاذ قرار تعرف أن خصومها سوف يوظفونه ضدها، مهما كان منطقياً تفرضه مصلحـة الاقتصاد الوطني.

المتخوفون من قرار رفع الدعـم الشامل والانتقال إلى دعم نقـدي موجه، يستطيعون الاطمئنان، فلا يبدو أن الموضوع سـوف يخرج عن مستوى أفكار تظل معلقة في الهواء. وابشر بطول سلامة يا مربع!.

المنطق الكامن وراء العملية الإًصلاحية هـو ثبوت أن ثلاثة أرباع الدعم يذهب لربع السكان الذين لا يحتاجون للدعـم ولا يستحقونـه، في حين أن ربع الدعم فقط يذهب لثلاثة أرباع السكان من الطبقتيـن الفقيرة والمتوسطة.

من هنا فإن التحـول للدعم النقدي المباشر لن يكلف الخزينة أكثر من ثلث الكلفة الحالية التي تتجاوز مليار دينار، وتسبب عجزاً ممولاً بالمديونيـة.

الأسـلوب البديل لمواجهة الإشـكالية يكون من خلال زيادة الدخول بدلاً من المحاولة العبثية لمنع الأسعار من الارتفاع، فالتضخـم ظاهرة عالمية مستمرة، ولا تسـتطيع أية قوة أن تقف في وجههـا، خاصة في بلد كالأردن منفتح على العالم.

مشكلتنا لا تكمن في ارتفاع الأسعار، فالاستيراد مفتوح وأسـعار معظم المواد تتأثر وتلحق بالأسعار العالمية، المشكلة تكمن في انخفاض الدخول والقدرة على الشراء.

هناك اختلال بين الدخول والنفقات، فالدخول محلية، محـدودة ومتدنية، والأسعار عالمية وفي ارتفاع مستمر، ومن العبث محاولة تثبيتهـا لعدم توفـر الموارد الكافية، زيادة الرواتب من الصعوبة بمكان في ظل تخصيص ربع الموازنة للدعم الاستهلاكي، فهل تكـون الأولوية بعد اليوم لزيادة الدخـول المتدنية أم لدعـم السلع الاستهلاكيـة؟.(الرأي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات