شملان والجيه وغيرها

من الاسماء الذي ظلت عالقة في ذاكرتي خلال السنوات اللبنانية والحرب الاهلية فيها اسماء شملان في سوق الغرب والجيه بين بيروت وصيدا وذلك اضافة لاسماء مثل عينطورة وكنيستها التي كانت تضم واحدة من اقدم المطابع في الشرق ...
فأما شملان فهو مركز لتدريب الجواسيس خاصة في المجال الاعلامي والثقافي, وقد تخرج منه صحافيون كثر من عملاء المخابرات الامريكية الذين يحتلون اليوم مواقع في صحف عربية عديدة, وبينهم صحافيون ليبراليون ويساريون "معتدلون" لا سيما في الصحافة اللبنانية والنفطية الاكثر انتشارا, وفي الصحافة البرتقالية الجديدة التي تكاثرت مثل الفطر بعد عار مانهاتن الامريكي وتمول من صناديق امريكية معروفة بعد "غسيل" عبر وكلاء محليين ..
هذا عن شملان الذي دخلته ذات مرة ورأيت فيه "العجايب" لكن برفقة مقاتلين من الحركة الوطنية اللبنانية عام 1976 .. أما الجيه فقد دخلتها ايضا مع وفد صحافي بعد اقتحامها من قبل المقاومة الفلسطينية وتصفحت في أروقة قصرها وعلى مدار ليلة كاملة آلاف الوثائق عن الماسونية واندية الروتاري والليونز وكان بينها الموسوعة الشهيرة "حنا أبي راشد" ولا زلت اذكر رسالة حديثه آنذاك وموقعة باسم محفل خليجي عن تعميد شخص خليجي صار مهما لاحقا ورئيسا لاندية الروتاري في الشرق.
وكان القصر المذكور من أملاك رئيس لبنان الاسبق, كميل شمعون. اضافة لـ شملان والجيه اللبنانية أتاحت لي أطروحة الدكتوراه في القاهرة الاطلاع "من دون حق التصوير" على عشرات الوثائق عن المثلث المفضل في احاديث هيكل "النفط والاعلام وشبكة المخابرات الامريكية - النفطية والاسرائيلية" .. والغريب هنا ان العديد من الاشياء التي اطلعت عليها, كنت قد سمعت عنها عندما كنت أمضي وقتا طويلا في مكتب خالي محمود خلال العطلة الصيفية في الزرقاء وكنت ايامها في المرحلة الثانوية, وكانت علاقات خالي واسعة ومنوعة ولم يكترث لا هو ولا ضيوفه الكبار بهذا "الولد" "أنا" حيث لم أكن قد اصبحت على ما أنا عليه .. ولا زلت اذكر لقاءا او جلسة بين خالي ومحمد رسول الكيلاني توقعا فيها نهاية مبكرة لجماعة المخابرات البريطانية في العراق بعد احداث 1968 وكانا يقصدان جماعة عبدالرزاق النايف .. كما لا زلت اتذكر حوارا بين خالي واللواء المرحوم عاطف المجالي حول مقتل هزاع المجالي .(العرب اليوم)