نمو (الاصطهاج) الوطني

ينزعج حاسبو نسبة النمو الإجمالي في الاقتصاد عندما يضطرون إلى حسم نسبة النمو السكاني, فهذه النسبة الأخيرة تضيع عليهم ما حسبوه في الأولى. وعلى سبيل المثال بلغت نسبة النمو الاقتصادي للنصف الأول من هذا العام حوالي اثنين ونصف في المئة, ولكن التزايد السكاني لم يبق منها سوى واحداً في العشرة في المئة.
فيما يلي أقدم مدخلاً مقترحاً جديداً للنظر إلى هذه القضية يتيح لحاسبي النمو الاقتصادي قدراً أكبر من الارتياح ويزيل عنهم جانباً من المسؤولية.
يستند اقتراحي إلى حقيقتين: الأولى أن كل ولادة جديدة تحصل اليوم يكون قد جرى الإعداد لها قبل تسعة شهور في الحالات الطبيعية أو قبل سبعة شهور بالنسبة للمولود "السباعي". والحقيقة الثانية أن كل عملية إعداد لمولود جديد تكون قد جرت في لحظة "اصطهاج" بين زوجين, ومن التعسف أن ننسى ذلك عند حصول الولادة ونعتبر الأمر مجرد زيادة سكانية مزعجة لا دور لها سوى إضاعة نسبة النمو.
أما محتوى اقتراحي فيتلخص في أن يجري حساب الناتج الإجمالي من "الاصطهاج" الوطني وإضافته إلى نسبة النمو الاقتصادي أو حسمه من الآثار النفسية لنسبة التزايد السكاني.
إنني أدرك التعقيدات المتوقعة لمثل هذا الحساب ومنها أنه من المبالغ فيه إحصائياً حساب كل عمليات "الاصطهاج" الجارية خلال الفترة المعنية, لأن كثيراً منها لا علاقة له بمسألة التزايد السكاني, لكن من جهة أخرى من المنطقي أن نحسب حالات "الاصطهاج" التي يكون فيها التزايد السكاني مرغوباً أو محتملاً سواء تحقق الهدف أم لم يتحقق من عملية الاصطهاج المحددة.
إن أهم نتيجة متوقعة لتطبيق هذا الاقتراح هي إمكانية حصول مقارنة إحصائية بين الأنشطة الفاشلة في الاقتصاد ومثيلتها في "الاصطهاج" بواقع "طواشا مقابل طواشا", أو "مطربل مقابل مطربل" مما سيوصلنا إلى نتائج أكثر توازناً.(العرب اليوم)