ضفتان شرقيتان

غالبا ما توصف العلاقة الاردنية - الفلسطينية بأنها علاقة بين ضفتين, شرقية وغربية, وذلك بدلالة نهر الاردن, وهذا وصف جغرافي بدلالة استحقاقات اخرى, لا أردنية ولا فلسطينية, نجمت عن اغتصاب غالبية فلسطين من قبل العصابات اليهودية عام 1948 وضم ما تبقى منها للاردن .1950
واذا شئنا توصيفا تاريخيا اكثر دقة لهذه العلاقة - فأمامنا تصورات مختلفة تماما:
الاولى: بدلالة ما استقر عليه التوصيف الحديث للاردن وفلسطين بعد عزلهما عن سوريا التاريخية. وفي هذه الحالة فنحن ازاء ضفتين شرقيتين لا ضفة واحدة, هما (الضفة الشرقية) للنهر (نهر الاردن, والضفة الشرقية للبحر (ساحل فلسطين).
الثانية: بدلالة الأبعاد الاجتماعية للجغرافيا وسنكون هنا ازاء مفارقة صادمة, ضفة غربية اردنية وضفة شرقية فلسطينية.. فالتعريف الضيق لسكان شرق الاردن لم يتحدد بدلالة نهر الاردن, بل بدلالة سكة حديد الحجاز او طريق الحج والملوك سابقا, حيث كانت اكثرية الفلاحين تتركز غرب السكة لا شرقها..
بالمقابل لم تتحدد فلسطين, بالمعنى الضيق للكلمة بدلالة النهر ايضا بل بدلالة البحر وشرقه تحديدا...
الثالثة:- بدلالة علاقة سكان فلسطين وشرق الاردن بالمركز الشامي (ولاية دمشق) وهي العلاقة التي استقرت قرونا طويلة الى ان عرفت شرق الاردن بسوريا الداخلية, وفلسطين بسوريا الجنوبية, وذلك حسب تقسيمات المؤتمر السوري الاول ,1919 الذي ضم حينها مندوبين وممثلين عن كل مناطق سوريا التاريخية قبل تمزيقها والاجهاز عليها من قبل الاستعمار الفرنسي في معركة ميسلون ,1920 التي وقعت هي نفسها في ضوء اتفاقية سايكس - بيكو بين الاستعمارين الفرنسي والبريطاني خلال الحرب العالمية الاولى.. (العرب اليوم )