الخوف من قتل ليث شبيلات

تم نشره الثلاثاء 04 تشرين الأوّل / أكتوبر 2011 01:22 صباحاً
الخوف من قتل ليث شبيلات
ماهر ابو طير

لا يمكن الدفاع عن اي شكل من اشكال البلطجة، سواء البلطجة اللغوية، او بواسطة اليد، لان كل القصة تحتمل الاخذ والعطاء، والحوار بين الناس، دون تجريح او تخوين او ايذاء.

يقال هذا الكلام في وجه كل محاولات البلطجة التي يتعرض لها كثيرون، مما جرى في دوار الداخلية، مروراً بما جرى في وسط البلد، وصولا الى ما جرى في مواقع اخرى.

البلطجة قد تأخذ البلد الى فوضى دموية مفتوحة، ولا تعبر عن مستوانا الذي نفترض وجودنا فيه، اذ يشعل النار مراهق متهور، فلا يُطفئ النار كل عقلاء البلد عندها.

ذات المبدأ ينطبق على السياسي ليث شبيلات، فالرجل قد تتفق معه وقد تعارضه، لكن لا احد يقبل ان يتم الاعتداء عليه، لغوياً او باليد، وقد تعرض الرجل لبلطجة من درجات مختلفة.

من ضربه عند مخبز صلاح الدين، وسط البلد، مروراً بتكسير سياراته، في حوادث مختلفة، وصولا الى ما جرى في جرش، من محاولة الاعتداء عليه وتكسير سيارته، وهي رسائل تحفل بالسوء وتعبر عن العنة السياسية، وغياب القدرة على محاورة الناس.

الرجل مؤمن بالنظام الملكي طوال عمره، وليس انقلابياً، وقد يقول كلاماً مرتفعاً لا يحتمله احد، وقد يراه كثيرون انه يُحّرك الغضب في عمان والمحافظات، ويقوم بتهييج الناس، بكلامه الجريء، وهذا رأي يقبل التدقيق والتقليب.

المشكلة ليست في ليث، بقدر وجود حراك عام، حتى بمعزل عن ليث شبيلات، وقد شهدنا جلوس ليث في بيته، غير ان الحراكات والشعارات التي تتجاوز السقوف بقيت وزادت، وهذا يوجب فتح كل الملف، لا البحث عن رمز لتكسير رأسه لاخافة الاخرين.

بهذا المعنى المشكلة ليست مشكلة ليث شبيلات، حتى لا يتم تحويله الى عنوان منفرد يتوجب تحطيمه او ضربه او تكسيره بأي طريقة كانت، في بلد خبر التسامح والحياء وحسن الاخلاق تاريخياً.

ننبه لامر خطير جداً، فالرجل في رسالة سابقة الى رئيس الديوان الملكي السابق ناصر اللوزي، المح الى احتمال مقتله وموته، واوصى اولاده وعائلته، وكأنه يستشعر الموت غيلة وغدراً، ثم عاد الاثنين في مؤتمره الصحفي ليتحدث عن انه سيواصل مسيرته ولو من قبره، وهكذا تتواصل اشاراته حول الموت والقتل والقبر؟!.

ما نخشاه، محبين لليث وناقدين ايضاً، ان يأتي طرف محلي متهور، وله حساباته، او طرف اقليمي او دولي، ويغتال الرجل من اجل دب فوضى دموية في البلد، ومن اجل اتهام الدولة بأنها الفاعل، ومن الغباء بمكان ان يسبق كل هذا اعمال بلطجة وتهديد له، فتكون عندها البيئة خصبة لكهذا اتهام.

لو وقعت جريمة كهذه علينا ان نتخيل الفوضى والخراب، لان ليث شبيلات شخصية عامة، ولها قبولها العام، دون فئوية او جهوية، او اي تعريف ضيق، ولا يمكن تقزيم الرجل تحت عناوين مختلفة.

كل ما نخشاه ان يتحول الرجل الى هدف لمن يريد اغراق البلد في فوضى دموية وانتقامات وثأر وغضب، وتقديم البلد باعتباره يقتل اولاده، وعندها لن ينفع الندم، ولا عض الاصابع، وقد يكون مطلوباً الاعتذار للرجل وتطييب خاطره والاستماع الى رؤيته.

مهما كان الكلام الذي قاله "ابوفرحان" فلا يتم الرد عليه ببلطجة، فهو قامة معروفة، والبلطجة عليه تزيده شعبية، وتفتح باب التأويلات والحساسيات، وتجعل التربة خصبة، لاي غدر او خيانة، او توريط لكل البلد، في مستنقع الدم.

لنعتذر الى ليث شبيلات عن كل هذه الافعال ، التي لا تليق بنا، ولا بمكانته، ولنبحث معاً، عن حل وطني عام ينقذ هذا البلد العزيز والغالي، من سوء الادارة، وسوء الحسابات، وسوء النتائج ايضاً.

حماية البلد لا تتم بالبلطجة، لان البلطجة في النهاية ستولد ردود فعل، وسنغرق جميعاً في مستنقع الدم لاسمح الله، والدول والشعوب الراقية تجد حلولا لكل مشاكلها، بأقل الكلام واقل الكلف.

هذا تحذير مرتفع الدرجة، لحماية حياة الرجل اولا، ثم لاعادة مراجعة كل سياساتنا الحالية.(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات