سوريو باريس 1913 و 2011

تم نشره الإثنين 10 تشرين الأوّل / أكتوبر 2011 12:38 صباحاً
سوريو باريس 1913 و 2011
موفق محادين

ما أشبه اليوم بالبارحة, كما تقول العرب, فالتاريخ حسب ماركس , يُعيد نفسه مرتين, مرة على شكل تراجيديا, ومرة على شكل كوميديا .. وبهذا المعنى فمؤتمرات بعض المعارضين السوريين بين فرنسا وتركيا, تذكرنا بالتحضيرات التي شهدها مؤتمر باريس 1913 ودور القناصل الفرنسيين في اسطنبول آنذاك ومراسلاتهم ونصائحهم:-

1- في حزيران 1913 شهدت العاصمة الفرنسية انعقاد ما عرف بالمؤتمر العربي الاول "معظم الحضور من سورية" وكان ابرزهم ندره مطران, شكري غانم, عبدالحميد الزهراوي, ميشال تويني, اسكندر عمون, خليل زينيه, خير الله خير الله, وقد ثبت لاحقا ان اغلبيتهم كانوا عملاء للمخابرات الفرنسية وذلك وفق الوثائق الفرنسية كما اعاد وجيه كوثراني نشرها في كتاب صدر عن دار الحداثة في بيروت 1980 "سنعود للحديث عنهم".

وحيث تحدث المشاركون في المؤتمر كثيرا وطويلا عن فرنسا الصديقة ودورها في تحرير سورية وبناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية فيها كان بيشون وزير الخارجية الفرنسي قد تلقى برقية من الوزير الفرنسي المفوض في مصر, دوفرانس تتحدث عن الاتصالات السرية بين الدول الكبرى لرسم مستقبل المنطقة وتقسيمها لمناطق نفوذ بينها وفي تقرير لاحق لوزير الخارجية, بيشون فان الجالية السورية في فرنسا منقسمة بين تيارين: تيار يدعو للحماية "المدنية" وتيار يدعو لاستعمال القنابل وإثارة الفوضى لتبرير التدخل الاجنبي (4-6-1913).

2- اما كبار المشاركين في المؤتمر فأبرزهم خليل زينيه الذي وصفته رسالة موجهة من قنصل فرنسا في بيروت السيد كوجيه, الى بيشون, وزير الخارجية, بانه مخبر وعميل للدوائر الفرنسية "الرسالة موقعة بتاريخ 16-5-1913"

اما الشخصية "الاكثر اعتدالا وهيبة في المؤتمر" واكثر نفوذا في اوساط الرأي العام السوري فقد كان نائب حِمص, عبدالحميد الزهراوي "شخصية محببة عند غليون" وهو من حِمص ايضا .. ومن جملة ما قاله في خطابه الشهير امام المؤتمر "ان الغرب خاصة فرنسا نموذج للشرق, وان الصراع ليس مع الاستعمار الاوروبي بل مع الفساد الداخلي".

كما رد الزهراوي على مداخلة للسيد محبوب الشرتوني تساءل فيها عن حقيقة حرص بعض الدول على الحرية في سورية وتحدث عن مطامعها الاستعمارية.

وقد قال الزهراوي في رده انه ليس من شأن المؤتمر التحدث عن السياسات الخارجية لهذه الدول الصديقة بل ينبغي التركيز على شؤوننا الداخلية ..

وهو ما اكده خليل زينيه داعيا الى منع الكلام عن سياسات الدول الصديقة, وقد صوت الحاضرون على هذا الاقتراح ...

ومن المشاركين الآخرين, مجموعة بزعامة الشيخ احمد طباره من دمشق الذي لم يشر في كلمته الى الهوية العربية لا من قريب ولا من بعيد مؤكدا هويته العثمانية من دون ان يمانع بالتعاون مع الفرنسيين.(العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات