درس اليونان

اليونان اليوم هي رجـل أوروبا المريض، والمشـكلة أن مرض اليونان معد ٍ، ويمكـن أن يعطب أوروبا كلها، ومعها العالم بأسـره.
اليونان وصلت إلى هـذه الحال بقيـادة الحـزب الاشتراكي الذي يحاول كسب الرأي العام عن طريق شـراء الوقت، والإدعاء بتقديـم مكاسب للشعب هي في الواقع عبء على كاهلـه طالما أنها ممولة بالديـون.
زعيم الحزب الاشتراكي الحاكـم الذي أوصل اليونان إلى حافـة الهاوية هو جـورج باباندريو، وهو إبن رئيس وزراء وحفيـد رئيس وزراء، أي أنه يمثل سلالة رؤسـاء وزارات قادوا بلادهـم إلى الخراب.
في الأسبوع الماضي كان باباندريو يقـف ذليلاً أمام الترويكا التي تفرض عليه الشروط، والمكونة من صندوق النقـد الدولي والاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي. وكان عليه أن يوافق على الشـروط القاسية والمذلـة لأن البديل هو إعلان الإفـلاس.
وافق باباندريو على تسريح 30 ألف موظف من الجهاز الحكومي المترهل، وفرض ضرائب تناول محـدودي الدخل الذين لا تزيد دخولهـم عن خمسـة آلاف يورو في السـنة، وكان قد وافق على تخفيض العجـز في الموازنة العامة ضمـن برنامج تقشف قاس كثمـن أولي لإطلاق حزمـة إنقاذ لليونان بثمانيـة مليارات يورو.
رئيس حكومة اليونان الاشـتراكي مولود في أميركا، وقد عاش طفولته وشبابه في أميركا وكندا، وهو يحمل الجنسـية الأميركية (بانتظار تعديل الدستور اليوناني!).
لا أفهـم كيف يستمر باباندريو رئيسـاً لوزراء دولة متداعيـة، تفقد اسـتقلالها، وتخضع للشروط المذلـة بعد سنوات من تزوير أرقام الموازنة والتلاعب بأرقام المديونية لإخفـاء المصيبة وشـراء الوقت بعد مرحلـة توزيع المكاسب على الناس وكسب الشعبية الرخيصة.
جاء الوقت لكي يدفـع الشعب اليوناني ثمن الرخـاء الكاذب الذي عاشـه في ظل باباندريو، ولن تنفعـه الإضرابات والاعتصامات ضد برامج التقشـف المفروضة، فقد جاء الوقت لدفع الثمـن، والبديل أسـوأ.
اليونان تقـدم نموذجاً لسـوء الإدارة المالية، ودرسـاً للجميع.(الرأي)