وزير المالية يستصعب العام الحالي

بحسب وزير المالية, يعتبر العام الحالي من أصعب السنوات في تاريخ المملكة من حيث نسبة النمو الاقتصادي, حيث تساوت هذه النسبة مع نسبة الزيادة السكانية, أي أن المواليد الجدد قضوا على كل النمو الاقتصادي.
هذا صحيح, ولكن الكلام يعطي إيحاءاً مغلوطاً, فهو يوحي بأن كل مولود ناله نصيب من النمو, كما يوحي بأن الرضيع في كل أسرة مسؤول عن حرمان والديه وإخوته.
لندع الكبار جانباً ونركز على الأطفال الرضع, فهؤلاء أيضاً يعانون من نتائج الخلل في توزيع النمو. فصحيح أنهم بالإجمال "لهطوا" كل النمو, لكنهم لم يقوموا بذلك بالتساوي, فهناك رُضّع اكتفوا طيلة هذا العام بحليب أمهاتهم, وفي احسن الأحوال نالهم لحسة من الجزء المستوي من الطبخة, وبعضهم غامرت امهاتهم بتسليم كل منهم قطعة خبز أو حلقوم (راحة) وعليه أن يتدبر امره بها تحت طائلة الاختناق والغصة أو "الشردقة" لعدة مرات.
بالمقابل هناك رُضّع حرصت أمهاتهم على عدم إرضاعهم من حليبها لغايات الحفاظ على الجمال والرشاقة, وتم توفير البدائل المناسبة من أصناف الحليب المدروسة بعناية والتي تتغير مع كل شهر واحياناً مع كل أسبوع من عمر الرضيع, وبالتدريج تضاف كميات من الطعام "المدروس" أيضاً والمعبأ والمغلف والذي يتبدل مع نمو الرضيع.
في بعض القرى والتجمعات الفقيرة, يلاحق دجاج البيوت الأطفال الى حيث ترمى "فضلاتهم", وبالتالي فإن هؤلاء الأطفال ليسوا فقط لم يأخذوا نصيبهم من النمو, بل كانوا منتجين مساهمين في النمو الذي استفاد منه غيرهم.
الوزير يستصعب هذا العام, وأظنه يوافق على أن الصعوبة غير موزعة بالتساوي.(العرب اليوم)