بطاقة ذكية لدعم المستحقين

تم نشره الخميس 13 تشرين الأوّل / أكتوبر 2011 01:02 صباحاً
بطاقة ذكية لدعم المستحقين
فهد الفانك

بعد نقاشات مطولة وتأجيل متكـرر ، وصلت لجنة الحوار الاقتصادي إلى توصية محـددة باستعمال البطاقـة الذكية لإيصال الدعم إلى المسـتحقين ، مما يوفـر على الخزينة مئات الملايين من الدنانير ، ويحقـق العدالة والإنصاف ، فيذهب الدعـم لمن يحتاجه ويسـتحقه ، وليس لمن يسـتهلك أكثر لأنه أقدر على الشراء لارتفاع دخله.

هل سـتأخذ الحكومة بهذا الحل أم يتم تطنيش اللجنة التي كانت الحكومة قد التزمت باحترام توصياتهـا ، خاصة وأنها هي التي شـكلتها ، واختارت أعضاءها ، وطلبت منها أن تأتي بحلول للتحديات الاقتصاديـة التي تواجه الأردن في المرحلة الراهنة.

الحكومة أو غالبيـة أعضائها تذمروا من اسـتمرار الدعم الاستهلاكي الذي يكلف مئات الملايين من الدنانير ، ويصل 75% منه لمن لا يحتاجونه ولا يسـتحقونه. ومع ذلك فإن الحكومة ، لاعتبارات سياسـية ، لم تأخذ القرار.

تشـكيل لجنة موسـعة للحوار الاقتصادي يوفـر لقرار الحكومة غطاءً سياسياً وإعلامياً ، فالاعتراضات ، إن وجدت ، يجب أن توجه إلى عشرات الخبراء والاقتصاديين الذين تقدمـوا بالتوصية.

مع ذلك فإن كثيرين يشـكون في أخذ الحكومة بالتوصية ، فهي لا تريد أن تأخذ المخاطـرة وتحرك المياه الراكـدة ، وهناك شـعارات يتم إعدادهـا سـلفاً حول السـحق المزعوم للفقـراء وحرمانهم من الخبز ، ووصف البطاقة بأنها غبية ، حتى لو كان الفقراء هم المستفيدون من الترتيب المقترح ومحميون من منافسـة الأغنياء.

الذين سيرفعون أصواتهـم بالاعتراض ليسـوا فقراء بل سياسيون يتاجرون بالفقر ، وهم يوظفون الشعارات البراقـة لتحقيق أغراضهم.

الحكومة من جانبها سـوف لا ترفض التوصية بشـكل مباشـر وعلني ، ولكنها تستطيع إذا شاءت أن تتباطأ في إعداد البطاقـة الذكية شـهوراً طويلة ، حتى ينسى الناس الموضوع ، ويمـل كثيرون من إحالـة القضايا الساخنة إلى لجان متخصصة تسـتثمر الوقت والجهد لإعـداد توصيات توضع على الرف.

الدول المصدرة للبترول تسـتطيع أن تقيم دولـة رفاهية ، وأن تدعـم المحروقات والكهرباء والماء والأعلاف والمـواد الغذائية والتعليم والصحـة ، فهذا الدعم يمثل أسـلوباً لتوزيع الثروة النفطية المتوفرة.

أما الأردن كبلد محـدود الموارد ، فليس بوسعه أن يقـدم نفسـه كدولة رفاهية. والدعم المكثف الذي يقدمـه للمستهلك ممول بالكامل من المديونية التي سيكون على الشـعب دفع ثمنها مستقبلاً.(الرأي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات