هل تذكر يا عبدالرزاق عيد؟

الدكتور عبدالرزاق عيد, هو اليوم واحد من اقطاب المعارضة السورية في الخارج ومن حقه ان يختار الموقع والموقف الذي يريد, لكنني فوجئت بما قاله اكثر من مرة على فضائيات معروفة حول مسألتين:-
الليبرالية التي صارت عنوان نشاطاته, وكذلك استخدامه لتعبير محبب عند القطريين والاقليميين وكل من يناهض المشروع القومي العربي, وهو تعبير (القومجية)...
ولمن لم يسبق ان اطلع على كتابات الدكتور عيد, بل وللدكتور نفسه, احيلهم لكتابه الصادر عن دار عيبال في قبرص 1990 تحت عنوان (مدخل الى فكر رئيف خوري) وهو ماركسي سوري من الرواد الاوائل الذين اهتموا بالليبرالية ضد كل اشكال الدكتاتورية بما فيها ستالين نفسه, كما دعا الى الاهتمام بالمسألة القومية والوحدة العربية.. وقد ركز الدكتور عيد في تناوله لاعمال خوري على الموضوعين المذكورين.. وعلى حد علمي لم يقم عيد بمراجعة او نقد علني لافكاره في هذا الكتاب مما اقتضى الملاحظات التالية:-
1- هل ما زالت القومية كما طرحها سارية المفعول ام ان (القومجية) هي الاسم الجديد لها وبالتالي لم يعد هناك ما يستحق الثناء في قراءات رئيف خوري مقارنة بقراءات السوربون وبرنارلويس..
2- هل ما زالت البيروسترويكا هي النموذج المفضل عند الدكتور عيد حق انه انهى الكتاب بالفقرة التالية:
لقد آن الاوان لجيلنا ان يهتف بفرح مع نشيد الانشاد البيروسترويكي (ص 186) والى اين انتهت روسيا عقدا كاملا بفضل هذه البيروسترويكا, اليس الى المخابرات الامريكية والمافيا اليهودية.. وما هو رأي الدكتور بقادة الكرملين الحاليين الذين خرجوا من عباءة البيروسترويكا وصوتوا في مجلس الامن ضد جماعة الدكتور عيد..
3- ما الذي تغير في الليبرالية غير انها اصبحت متوحشة اكثر وهو الذي كتب عنها (ص 48 - 49) بالحرف الواحد:
ان الليبرالية العقلانية العربية صدى للطبعة الغربية الفردية التي دخلت طور الشيخوخة... انها سواء بحثت عن مثالها المستقبلي في الماضي الغربي او العربي, انما تعكس مأزقها التاريخي وعجزها عن الفعل الاجتماعي في الواقع... ومن هنا فالحلم الليبرالي كان حلم البرجوازية المحكوم عليها باستحالة اعادة الدورة التاريخية في ظروف التبعية والتطور اللامتكافئ الذي يشترطه الزمن الامبريالي للحفاظ على البنى المتخلفة للمجتمعات النامية..
4- ما هو رأي الدكتور بالفقرة الاخيرة, وهل يناضل اليوم من اجل ليبرالية تحافظ على البنى المتخلفة ام انه اكتشف في الليبرالية بعدا آخر لم تزعمه الليبرالية نفسها؟