حكومة المعارضة

تذهب المؤشرات الى ان سورية تتجه الى تشكيل واعلان حكومة جديدة بمشاركة واسعة من المعارضة الداخلية.. ولا يستبعد ان يكلف الشيوعي الدكتور قدري جميل بذلك, فاذا ما صحت هذه الاحتمالات يكون جميل او غيره من المعارضين, اول رئيس حكومة غير بعثي منذ عقود, وهو كاتب معروف لليسار الاردني حيث شارك في اكثر من ندوة هنا بدعوة من منتدى الفكر الاشتراكي كما يتحدر من عائلة كردية دمشقية ثرية, ويترأس الان تيار وحدة الشيوعيين بعد مغادرته للمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري (جناح خالد بكداش) كما كان من اوائل الشيوعيين الذين لم يرحبوا بالبيروسترويكا التي قادت روسيا الى الكارثة وكانت ملاحظاته قوية على الجهة الوطنية في سورية باعتبارها جبهة شكلية.. ومعروف ايضا بموقفه الصلب من الفساد...
ومن المؤكد ان تكليفه بمهمة كهذه يعني (كارت بلانش) لحكومة معارضه (داخلية) قوية نظيفة وطنية, قادرة, خلال اشهر على امتصاص الازمة وتحصين الموقف السوري بدعم سياسي خارجي, شعبي من اليسار الوطني العربي, ورسمي من المعسكر المناهض للهيمنة الامريكية خاصة في امريكا اللاتينية...
بالمقابل, وفيما يخص الاردن, فالمؤشرات للاشهر المقبلة تتراوح بين ثلاثة احتمالات من استمرار الحكومة الحالية لاجراء الانتخابات البلدية, الى تبديلها بعد توافق مع الاسلاميين وفق مقايضة تضمن حضورا قويا لهم في الانتخابات البرلمانية مقابل تأمينهم غطاء حكوميا لمناخات تشبه مناخات التوتر مع سورية, في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي.. وهناك احتمال ثالث هو المراوحة بسبب التكاليف السياسية للخيار الثاني والتكاليف الاقتصادية التي قد تنشأ عن رفض هذا الخيار من قبل الاطراف العربية والدولية للمساعدات الاقتصادية.(العرب اليوم)