فقاعة الذهب هل انفجرت؟

قبل أكثر من سـنة ، عندما وصل سعر أوقية الذهب إلى 1100 دولار وصفت في هـذه الزاوية هذا الارتفاع على أنه يمثل فقاعـة ، لأن سعر الذهب ارتفع بنسبة 30% في الوقت الذي لم ترتفـع فيه تكاليف إنتاجه بأكثر من 3% ، وهي نسبة التضخـم التي تبرر ارتفاع أسعار السلع ومنها الذهب. (أعيـد نشر المقـال خطأ يوم الجمعة الماضية بدلاً من مقـال اليوم حيث التبس الأمر على الكمبيوتر لتشـابه العنوانين).
هناك بطبيعـة الحال عوامل أخـرى تؤثر على سعر الذهب غير التضخم وارتفاع تكاليف الإنتاج ، ولكنها لا تحقق قفزة هائلـة كهذه إلا إذا كانت تعود إلى حالة من المضاربة في السوق.
استكثرت في حينه على سعر الذهب أن يصل إلى مستوى 1100 دولار ، وطالبت البنك المركزي بانتهاز الفرصة وبيع مخزونه من الذهب كلـه أو جزء منه وتحقيق أرباح كبيرة تساعد في إعادة رسملة البنك الذي تحمل في الماضي مخاطر وخسائر عديـدة في تمويل صادرات العراق وتصفية بنك البتراء وتعويم جهات مصرفية أخرى لا لزوم لذكرها.
اعترف اليوم بأني أخطأت ، وأن من حسـن الحظ أن البنك المركزي لم يأخـذ بنصيحتي ولم يبع الذهب بسـعر 1100 دولار للأونصة ، فقـد ارتفع السـعر بعد ذلك ليتجاوز 1900 دولار ، ومع ذلك ارتأى البنك المركزي أن ذهبه ليس للبيع بأي سـعر ، ولو باع الذهب في حينه لتعرض للنقد الجارح عندما ارتفع السعر إلى 1900 دولار ، كما تعرضت الحكومة للنقـد عندما ارتفعت أسـعار أسهم الشركات بعد خصخصتها.
ما زلت أزعـم أن ارتفاع سـعر الذهب إلى هـذا المستوى يشكل فقاعة قابلـة للانفجار ، وقد اتضح ذلك من انفجار جزئي للفقاعة خلال الأسابيع القليلة الماضية ، حيث هبط السعر بنسـبة 15% ليتراوح الآن حول 1650 دولارا ، كما هبط سعر أوقية الفضـة من 40 إلى 32 دولارا.
ما حـدث لأسعار الذهب أكثـر من تصحيـح وأقل من انفجـار للفقاعة ، ولكن احتمالات الانفجـار الكامل وانخفاض السعر إلى النصف يظل وارداً.
في هذه المرة لن نغامر بنصح أحـد ببيع أو شراء الذهب ، فالاحتمالات مفتوحة ، والتنبـؤ بالأسعار المسـتقبلية يدخل في باب التخميـن ، ولكن الحذر واجب ، فهناك شـيء غير طبيعي يحدث في سـوق الذهب قابل للانفجـار بعد وقت يطول أو يقصر على ضوء حركة المضاربات العالميـة.(الرأي)