دافوس في البحر الميت

المؤتمر الذي ينعقـد نهاية هذا الأسبوع في مركز الحسين للمؤتمرات في البحر الميت بحضور 800 شـخصية من 50 بلـداً لا يقصد به أن يعالـج شـؤون وقضايا الأردن بالذات بل شؤون وقضايا الإقليم ضـمن الإطار العالمي.
من الموضوعات التي يتوقع أن يتطـرق إليها المؤتمرون: الربيع العربي، القضية الفلسطينية، الأزمة الاقتصادية العالمية وتباطـؤ النمو، البطالة وخاصة بين الشباب، التغير والتجديد في الشرق الأوسـط، الانتخابات العامة والإصلاحات الدستورية، التحديات التي تواجههـا المنطقة وسبل تجاوزها، رفع مستوى التنافسية، مسـتقبل الشراكة الاقتصادية مع دول شـرق آسيا وعبـر المتوسط وغيرها من مواضيع الساعة.
ومن المقرر أن يشـهد المؤتمر تكريم نخبـة من المبدعين الشباب، كما سـيتم التوقيع على عـدد من العقود والاتفاقيات الاقتصادية الهامة.
سيقابل المؤتمر محلياً بمواقف متفاوتة، فالبعض لا يرى فيه سوى الترويج للعولمة، وهـم يفضلون التقوقـع والانغلاق وتجاهل النتائـج الحتميـة التي يفرضها التقـدم التكنولوجي، الذي حـوّل العالم إلى قرية لا تقف فيها الحدود في وجه تدفق الأشخاص والأفكار والمعلومات والأموال والسلع.
لكن جهات أخرى ترى في المؤتمر مكسـباً سياسـياً واقتصادياً وسياحياً وعالمياً للأردن، الذي سيكون تحت الضوء لمدة ثلاثـة أيام بحضور عشرات الصحفيين والإعلاميين القادمين من القارات الست، الذين سينشرون تحقيقات عن الأردن وبجرون مقابلات مع شـخصيات أردنية رسمية وشـعبية، وهي فرصـة لإيصال صوتنا إلى العالـم الذي يبدي اهتماماً استثنائياً بما يحـدث في المنطقة على ضوء الربيع العربي الذي أثار إعجاب العالـم واحترامه.
انعقد هذا المؤتمر في البحر الميت عدة مرات من قبل، ولدينا تجربة عملية في هذا المجال، وقـد اتضح أن للمؤتمر منافع وإيجابيات عديدة، ولم يثبت أن له أضراراً وسلبيات. وعلى العموم فإن المحصلة النهائية تتوقف على دور الأردنيين في المؤتمر، والصورة التي سـيعطونها للعالم، خاصة وأنهم يشـكلون أكبر مجموعة وطنيـة بين الحضور.
سيكون المؤتمر تحت الرعاية الملكيـة، وهو يمثل شراكة بين المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس وصندوق الملك عبد الله الثاني للتنميـة، ويموّل المؤتمر نفسه بنفسـه. (الرأي)