الأردن في مجلس التعاون

ليس سراً أن هناك من لا يريد أن يرى الأردن في مجلس التعاون الخليجي مع أنه يشكل إضافة نوعية وينفـخ حياة جديدة في المجلس الذي مر على تشكيله ثلاثة عقـود.
لا يستطيع بعض هؤلاء أن يجاهـروا باعتراضاتهم لأنها غير مقنعة ولذلك يلجأون لخلط الأوراق والتشـويش على المشروع بعد أن اتضح أنه جدي وعملي ويشق طريقه بقـوة.
مع أن هؤلاء لا يريدون انضمام دول جديـدة إلى المجلس إلا أننا نراهم يقترحـون دعوة المغرب ومصر للانضمام وهي دول كبيرة وغير متصلـة جغرافياً ولم تبد ِ رغبة في الانضمام خاصة وأن بعضهـا أكبر من دول الخليج مجتمعة، فالقصـد هو التشويش وجعل انضمام الأردن أكثر صعوبـة لأن عليه أن ينتظر طويلاً.
في محاضرته بمنتدى شـومان أوضح الأكاديمي القطري محمد المسـفر بعض الاعتراضات المتداولـة في صحـف الخليج التي يكتب أكثرها وافدون أو مجنسون، فهم يتساءلون: لماذا تصبح دول الخليج دول مواجهة ذات حـدود مشتركة مع إسرائيل، ويقولون أن الأردن دولـة تعاني من عجز كبيـر في موازنتها العامة ولذا سـتصبح عبئـاً مالياً على ثروات الخليـج، كما أن ديون الأردن كبيرة وربما يصبح على مجلس التعاون أن يتحمل أعباءهـا.
التحفظات الأمنية المشار إليها أعلاه لا قيمـة لها لأن دول الخليج دول مواجهة شاءت أم أبت، والتحفظات المالية لا وزن لها بالمقاييس النسـبية وحتى لو كانت عبئـاً على دول الخليج فإنها تظل هامشية بالمقياس الخليجي، ولا تعيق قـراراً بالانضمام فالفوائد إسـتراتيجية وكبيرة والتكاليف –إن وجـدت-زهيدة.
من ناحية أخرى أوضح المسفر أن المجتمع الخليجي مأزوم، فهو يعاني من أزمة هوية ولا يجـرؤ على وصف الخليج بالعربي، ويشـكل الوافدون الآسيويون أغلبيـة السكان لدرجة أن مدير أمن دبي لا يسـتبعد أن يطلب هنـدي الترشح في المستقبل لرئاسـة حكومة الإمارات، كما أن قوات أجنبيـة برية وبحـرية وجوية متواجدة بكثافة في دول الخليج بحجـة الأمن.
مع أن المسـفر يؤيـد بقـوة انضمام الأردن إلى مجلـس التعاون الخليجي، إلا أنه بدوره شاء أن يوسع البيكار ويقترح انضمام ليس الأردن فقط بل العراق واليمن أيضاً بعد أن تتغير الظروف الراهنة في البلديـن.(الرأي)