ثورة في مانهاتن

منذ فترة, والعمال والطلاب يشعلون ثورة طبقية في مانهاتن تترافق هذه الايام مع ذكرى اغتيال المخابرات الامريكية لرمز الثورة الاشتراكية العالمية, غيفارا, ومع الثورة البلشفية الشيوعية في روسيا..
والمفارقة الاكبر هنا, هي ان هذه الثورة العمالية, الطلابية اليسارية المتواصلة في مانهاتن تأتي ايضا بعد شهر من ذكرى عاصفة الطائرات التي حولت البرجين الى ركام واتهمت فيها اكبر جماعة اسلامية متطرفة, القاعدة, فماذا عن مانهاتن, ما هي حكايتها وما هي دلالتها:-
1- في هذه الايام من عام 1626 بدأ تاريخ مانهاتن بصفقة لا تصدق, اذ اجبر المستعمرون البيض السكان الاصليين لهذه الجزيرة في مدخل نيويورك على بيعها بعشرين دولارا لتصبح بعد قرون مركزا للرأسمالية العالمية وملياراتها.
2- منذ تلك الايام تطورت اقذر رأسمالية في التاريخ في مانهاتن, وهي رأسمالية المافيات الاجرامية والبورصة اليهودية. وقد وثق المخرج الامريكي المعروف سكورسيزي هذا التاريخ الاجرامي بفيلمه الشهير عصابات نيويورك.
ولم يكن ذلك من الماضي, وحسب, فقد اخرجت هوليود اكثر من فيلم للممثل ال باتشينو عن المافيا الحالية ودورها في انتخاب الرؤساء الامريكيين بعد اعدادهم في نيويورك - عاصمة المافيا والبورصة اليهودية. ومن ذلك فيلم (المال الذي لا ينام) للمخرج اوليفر ستون, والفيلم الذي اعيد عرضه مؤخرا (city Hall ).
3- اما وول ستريت نفسه, فقد كان جدارا يفصل بين المستعمرين البريطانيين والهولنديين وشهد مذابح رهيبة من الطرفين, كما شهد تتويج اول رئيس امريكي وهو جورج واشنطن, وكان ذلك عام ,1789 اي ان الرجل الذي اخذت امريكا اسم عاصمتها من اسمه كان قد دشن تاريخ الرئاسة في مدينة اخرى, نيويورك, وكان من الطبيعي ان تكرس رأسمالية المافيا نفسها في هذه المدينة والشارع بالذات عبر مركز التجارة العالمي الذي بدأه روكفلر على شكل طائر القطرس او الكوندور.. وقد عبرت عنه هوليود في اكثر من فيلم يؤكد الطابع الاجرامي ايضا, ومن ذلك فيلم ايام الكوندور للمخرج سدني بولاك, ويوثق للعلاقة الوثيقة بين المخابرات الامريكية ومثلث المافيا والنفط والحروب والفتن الخارجية.(العرب اليوم)