كهربة الأجواء مع شركة الكهرباء

منذ سنين, يستقبل المواطنون فاتورة الكهرباء وقد كتب عليها بخط صغير أنه سيتم فصل التيار الكهربائي إذا لم تُسدد قيمة الفاتورة خلال شهر من تاريخ إصدارها. ولكن في التطبيق العملي لا يُفصل التيار إلا بعد الفاتورة الثانية, كما لا يفصل إذا كانت القيمة أقل من عشرين ديناراً بغض النظر عن عدد الفواتير, وقد أصبح ذلك بمثابة العرف أو التقليد الكهربائي المتعارف عليه بين الشركة والناس.
يمنح هذا التقليد العلاقة بين الطرفين قدراً من الليونة, كما يوفر للشركة ولموظفيها قدراً من الشعور بأنهم أصحاب فضل, فهم من الناحية الرسمية يستطيعون فصل التيار غير أنهم لا يقومون بذلك, ومن موقع الاقتدار.
بالمقابل يوفر هذا التقليد للمواطنين قدراً من الارتياح لأنهم بذلك يجدون أمامهم دائناً "يصبر عليهم", كما يوفر لفئة المواطنين من خصوم الشركة فرصةَ الاستمتاع بقيمة الفاتورة لمدة شهر وحرمان الخصم منها, وقد اعتاد أغلب المواطنين على إبقاء ذمتهم مشغولة بقيمة فاتورة واحدة وهم مطمئنين.
تسهم هذه الحالة من تبادل المنافع النفسية بين المواطنين وشركة الكهرباء في تخفيف التوتر الناتج عن الارتفاع النسبي لقيمة الفاتورة, سيما وان الأردنيين رغم خصخصة الشركة لا يزالوا يتعاملون معها باعتبارها طرفاً حكومياً.
قبل أيام قررت الشركة وهيئة تنظيم قطاع الطاقة تنفيذ قطع الكهرباء عن المواطن ابتداءاً من الفاتورة الأولى ومن الشهر الأول, وهو ما "سيكهرب" الأجواء التي لا تحتاج للمزيد من "الكهربة".
(العرب اليوم)