رجل التطوير والإصلاحات التاريخية

تم نشره الأحد 15 شباط / فبراير 2009 02:35 مساءً
يوسف الكويليت

عندما يسبق فكر ومنهج القائد الكبير الحاضر ليتجه إلى المستقبل وتداعياته في وطن أكثريته عناصر شابة تتطلع لأن تكون رقماً مهماً في التنمية، والوظائف، وتحمل مسؤوليات الوطن، فإن رؤية الملك عبدالله في إجراءات التغييرات التي شملت الهيئات القضائية والشورى والصحة والتربية وغيرها، تؤمن أن البلد الشاب، هو الذي يسعى للتطوير ليس في بنائه المادي فحسب وإنما بالبشري، وقد جاءت خطوات القائد منسجمة مع التطلعات الوطنية ليؤسس لبيئة القيادات الشابة التي تجاوزت الزمن بمعارفها وطي أكبر المراحل للوقوف على عصر التقنيات والعلوم والثقافة الشمولية..

فالقيادة التاريخية تحتاج إلى النهوض بأجيال المستقبل وفقاً للتحولات العالمية، وعندما يتم التغيير على كل المستويات القضائية والإدارية، والعسكرية وغيرها، فالاتجاه للتحديث يعتبر الامتداد المستمر للتناغم مع الزمن واشتراطاته..

فالبناء الداخلي يعزز وحدة المجتمع في ربط التنمية بالعوامل الزمنية، والملك عبدالله الذي بدأ بإنشاء منظومة كبيرة في الميدان الصناعي والمعرفي، وإعادة هيكلة التعليم باختصاصاته المتعددة، وإرساء مشروع المدن الصناعية، ليتوّجها بالتحديث في الأجهزة الحكومية المختلفة، يدرك أن سباقنا مع الزمن ليس له حدود، وأن حلول أجيال مكان أخرى هو مبدأ التطور والوجود، وفي هذه القفزة الكبيرة ليجدد دماء وشرايين كل المنظومة الإدارية والتشريعية دون الإخلال بالثوابت والمرتكزات التي قام عليها تأسيس هذه الدولة وتاريخها..

فمثلما عبر بالحوار الوطني كل معوقات المجتمع ودمجه في مفهوم الوطن ليسبق المناطقية والمذهبية والقبلية، قفز إلى حوار الأديان، والمصالحات العربية والإسلامية ليسجل مبادرات هي الأولى من نوعها متجاوزاً الحساسيات بلغة الواثق من طروحاته، وصدقه وواقعيته إلى مفاهيم الإنسان والتعامل بشمولية مع الفكر الإنساني، حتى عندما طرح المشروع العربي للسلام كان يقف على مبدأ أن الحقوق الفلسطينية لا نزاع عليها ولا مساومات أو تنازلات..

ويبقى الشأن الداخلي هو المهمة الكبرى أي أن بلداً لديه الإمكانات المادية والبشرية، ويملك طواقم كبيرة من الكفاءات التي حصلت على تعليمها وتجاربها من محيطات دولية وجامعات متقدمة، ويتطلع لأنْ يكون مثالاً في المنطقة، جاء الملك عبدالله ليكون رائد البناء والتغيير في مختلف الحقول، وهذا يدلل أن فكر القائد لا ينحصر في حدود الثقافة التقليدية بل يتجاوزها إلى الاكتشاف والتأسيس لمستقبل قادم..

التغيير في المناصب، واختيار الأشخاص لم يأتيا شكلياً، بل لمسا عمق الأهداف البعيدة، بمعنى أن تخطّي الواقع بدورة تجديدية حديثة يترافق والمشروع الوطني الكبير، ولأن من يتعامل مع معارف العصر، ومتغيراته، يدرك أن توالد الأجيال على الإدارة الشاملة هومنبع التطور، والملك عبدالله بحسه البعيد لمس الضرورات التي يحتاجها وطنه، وتعامل معها بأفق مَن تشغله هموم وطنه ومواطنيه، ليأتي التجديد متوافقاً مع همة رجل التاريخ وصانعه..

العربية . نت



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات