مشاكل (جنسية) لا تحلها السياسة

يختلف حامل جواز السفر الأجنبي عن الشخص الأجنبي نفسه, ونحن مثلاً لا نقول عن الأردني حامل الجواز الأمريكي أنه أمريكي, بل نكتفي بالقول انه يحمل جوازاً أمريكياً.
إن موضوع الجنسية هنا يتعلق أساساً بالسفر وبالتعامل عند نقاط الحدود حيث يوجد تمييز بحسب نوع الجواز, وكثيراً ما نسمع عن شخص "طلّعلهم" الجواز الأمريكي لكي يمر بسهولة أو لكي ينجو من المساءلة.
على مستوى المسؤولين الكبار في القطاع الحكومي مثل الوزراء والأعيان والنواب إلى جانب الشخصيات الكبيرة في القطاع الخاص, فإن حيازة الجواز الأمريكي يفيد كذلك لغايات الإيحاء بأن صاحبه "مش سائل" عن البلد, ويستطيع متى يشاء أن يقول "باي باي", هذا فضلاً عن أنه يتمتع بوضعية: "السفارة بظهره", وهي وضعية تمنح الكثير من الثقة لمن يحوزها.
يضاف إلى ذلك أن حاملي الجواز الأجنبي يحرصون على أن تلد زوجاتهم في بلد ذلك الجواز, وخاصة في الدول التي تمنح الجنسية لمن يولد على أرضها, ويقال في هذا الشأن أن فلاناً "دَبّر" أولاده بجنسية أمريكية وضمن لهم مستقبلهم.
لقد شعر الناس بأن التعديل الدستوري الأخير الذي يمنع حامل الجواز الأجنبي من تولي منصب كبير أشفى غليلهم لأنه أزاح الأمريكان من وجههم, غير أن مشكلتنا الأهم تكمن في الأردنيين "أمريكيي الهوى" ممن لا يحملون الجواز الأمريكي بالضرورة.(العرب اليوم)