في ذكرى معاهدة وادي عربة (1-2)

اذا تجاوزنا قانون الصراع العربي - الصهيوني الذي يبرهن كل يوم على ان لا تعايش ولا تسوية بين حق العرب في النهوض والعمل القومي المشترك والسيادة التامة على اراضيهم التاريخية ومواردهم واسواقهم ومصيرهم, وبين الكيان الصهيوني الذي فرضته الرأسمالية العالمية واعطته الارض العربية في فلسطين - اذا تجاوزنا هذا القانون الطبيعي البديهي, ودخلنا في نقاش حول المعاهدات والاتفاقيات التي فرضت على هذا البلد او ذاك.. فماذا حققت معاهدة وادي عربة للاردن بعد ثلاثة عشر عاما على توقيعها..
لن نتحدث عن الكثير من البديهيات التي تفترضها معاهدات كهذه, مثل تقرير مصير المفقودين من ابطال الجيش الاردني ولن نتحدث عن مناخات السمن والحرية والعسل التي قيل الكثير عنها كثمن للتعايش المزعوم فلم يتراجع الاردن كما تراجع بعد المعاهدة, من قانون الصوت الواحد الى قانون الاحزاب, الى الدين الخارجي وملفات الفساد وغيرها..
ولن نتحدث عن التوطين الذي اكدته المادة 8 من المعاهدة, وبعد ان تحول الجميع, الاردنيون والفلسطينيون من مواطنين في دولة مركزية الى سكان في دولة يجري تفكيكها كل يوم بفضل سياسات البنك الدولي وبرامج الخصخصة وبيع القطاع العام لحيتان السوق..
فأخطر ما ترتب على المعاهدة هو تقسيم العمل الاقليمي الذي تسعى دولة العدو اليهودي من خلاله تحويل الاردن الى مجال حيوي لها ومن ذلك:
1- تأمين دعم دولي للبنية التحتية لاقليم تحت سيطرة العدو, مثل قناة البحرين والطرق الكبرى.
2- نقل الصناعات الملوثة للبيئة الى الاردن مثل صناعة الاسمنت.
3- نقل صناعات مثل النسيج والالبسة الى المناطق المؤهلة في الاردن وهي صناعات تحتاج الى ايد عاملة غير ماهرة ورخيصة.
4- نقل الصناعات الخطرة الى الاردن مثل الصناعات التي تهتم بهندسة الجينات وتحويل البشر والشجر والحيوانات الى مختبر لهذه الهندسة (مركز جسر الهوه).
5- نقل المياه الملوثة في دجانيا الى الاردن في اطار اتفاقية خزان طبريا والتي كان من اثارها فضائح التلوث المائي الشهيرة وترتب عليها تعطيل اكبر محطة تنقية للمياه في زي..
6- تحويل الاردن الى منطقة لاعادة انتاج بضائع العدو وتصديرها الى الاسواق العربية.
كل ذلك ولم نتحدث بعد عن الاثار السياسية بل وتصريحات قادة العدو العلنية التي تدعو لاعادة انتاج الاردن السياسي بما يسمح بتصفية حق العودة والقضية الفلسطينية على اراضيه مستندا في ذلك الى المادة 8 من المعاهدة التي تشطب حق العودة عمليا.
(العرب اليوم)