الاقتصاد الوطني والمالية العامة

تم نشره الأحد 30 تشرين الأوّل / أكتوبر 2011 02:03 صباحاً
الاقتصاد الوطني والمالية العامة
فهد الفانك

إذا أخـذنا الظروف الإقليمية والدولية بالاعتبار ، يمكننا الزعم بأن الاقتصاد الأردني في حالة مقبولـة بل جيـدة إجمالاً ، وأن المشكلة الحقيقية تتركز فقط في المالية العامة - عجز الموازنة والمديونية.

الظروف الإقليمية التي نقصدها تتلخص في الربيع العربي الذي ذهب بالاستقرار السابق على علاته ، وجعل الاحتمالات مفتوحـة على مصراعيها ، مما خلق مناخاً من عدم التأكد ، فكل شيء ممكن ، والنتيجـة الانتظار أو الجمود الاستثماري والركود الاقتصادي إلى أن يهـدأ الغبار.

أما الظروف الدوليـة فتتلخص في أزمات العالم الرأسمالي المتقـدم ، ففي أميركا ركود اقتصادي ، ومديونية عالية ، وبطالة عنيـدة ترفض التجاوب مع إجـراءات التحفيز التي كلفت مئات المليارات من الدولارات. والاتحاد الأوروبي يعاني بدوره من أزمة مديونية ثقيلـة ، ويفرض على أعضائه إتباع سياسات تقشـفية لإنقاص عجز الموازنة إلى مستوى 3% ، وعـدم التورط في المزيد من المديونية ، أي التضحية بالنمو والشـعبية من أجل السلامة والأمن.

في ظل هـذه الظروف المحلية والإقليمية والدولية غير المواتية ، يعتبر إنجازاً أن لا يتحقـق تراجع في الاقتصاد الأردني ، بل على العكس من ذلك فقد شـهدنا نمواً إيجابياً ولو كان متدنيـاً بالمقاييس التاريخية.

المشكلة الحقيقيـة التي تهدد الاسـتقرار والأمن الاقتصاديين هي مشكلة العجـز المتفاقـم في الموازنة العامة ، فالنفقات الجارية تتضخـم بتسارع في ظل جمـود وتراجع الإيرادات ، حيث تتسع الفجوة وتتـم تغطيتها بالاقتراض محلياً وخارجياً. وتتصرف الحكومة وكأن الأردن دولة رفاهيـة.

الاقتراض مسموح به في الحالات الطارئة ، ولأغراض رأسمالية محددة ، وفي حدود معينة ، أما أن يصبح أسـلوباً روتينياً لتمويل نفقـات عامة منفلتة ، فالنتيجـة الحتمية هي الأزمة.

صحيح أن هناك بلداناً تعاني من عجز في موازناتها أكبر من العجز في الموازنة الأردنية ، ومتورطة في المديونية إلى مسـتويات تفوق حسـابياً المستوى الذي وصل إليه الدين العام الأردني ، ولكن ماليـة تلك الدول متينـة ومدعومـة باقتصادات قوية ، ومديونيتها محررة بعملتها.

أما بلـد صغير ونام كالأردن ، فعليه أن يكون في غاية التحفـظ والبعـد عن المخاطرة وتجنب الوقـوع في أزمة كتلك التي عشـناها قبل ربع قرن.

لقد ثبـت أن زيادة الإنفاق العام لا تحقـق النمو ولكن ، حتى لو كان الأمر خلاف ذلك فإن الأمن أولى من النمـو.
(الرأي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات