للرجال فقط

صحيح أن الزوجات هن الخصم الأساسي لاشتغال أزواجهن في السياسة نظراً لما يتطلبه هذا الاشتغال من اضطرار لمغادرة المنزل بهدف القيام بالتزامات النشاط السياسي أو الحزبي, لكن تلك الخصومة النسائية مع العمل السياسي للرجال ليست مطلقة ولا أبدية.
ففي سن متقدمة, يصبح الزوج ميالاً للمكوث طويلاً في البيت, وعند هذه المرحلة يتحول مطلب الزوجة السابق إلى ضده تماماً, ونفس الزوجة التي كانت تلح على زوجها بالبقاء في البيت وتسأله عن تفاصيل الجهة التي يغادر إليها في كل مرة وعن موعد عودته, تتحول إلى دافعة ومشجعة له للخروج "مع الزلم".
على العموم, يُعد العمل العام, والسياسي تحديداً, وسيلة أساسية ومعروفة من وسائل تمضية الوقت, وبديلاً من البدائل الرئيسية ل¯"القعدة" في البيت. ويترافق ذلك مع التحولات الفسيولوجية الجارية عند الرجال المتقدمين في السن فيما يتصل بقضايا "الهمة والمروة", إذ تتجه ميول الرجال عند سن معينة نحو القراءة والثقافة وحضور الندوات والمحاضرات والاجتماعات, وهناك بالمناسبة من بين المتقدمين في السن, متخصصون مواظبون على حضور كل الندوات والمحاضرات, ويتواجدون قبل الموعد بزمن ويحتلون المقاعد الأمامية.
إن الرجال عند سن معينة يبدعون شكلاً جديداً من أشكال "الشبوبية السياسية" حيث يستطيع الواحد منهم ممارسة طقوس الشبوبية التقليدية منقولة إلى عالم السياسة, فهو قد "يهد" على العالم كله بدوله وحكامه وأنظمته, كما "يقيم" الدنيا ولا يقعدها.
(العرب اليوم)