عندما يتكلم هيكل

تم نشره الإثنين 31st تشرين الأوّل / أكتوبر 2011 12:32 صباحاً
عندما يتكلم هيكل
موفق محادين

لا يزال الاستاذ محمد حسنين هيكل ابرز محلل سياسي استراتيجي عربي, وعندما يقارب اي موضوع سياسي عربي معاصر, فعلينا الانصات جيدا لما يقول. ولقد سبقنا جميعا منذ اللحظة الاولى لسقوط طغاة تونس ومصر حيث رحب بسقوطهما متسائلا في الوقت نفسه, ماذا بعد وما هي قوى الشارع وما هو برنامجها وما هي السياقات الاقليمية والدولية لكل ذلك..

قبل ايام وعلى مدى ساعات على فضائية الجزيرة تكلم هيكل مجددا, مركزا, كعادته, على اللحظة السياسية دون ان تفلت منه العقود السابقة وظلالها, قوية كانت ام باهتة:-

1- ثمة معيار وبوصلة عامة وثمة تناقض رئيسي لكل المنطقة يتجلى في كل بلد عبر خصائصه وتجربته وبيئته السياسية, ولا تزال واشنطن ومعها "اسرائيل" والصراع على النفط كما قوى الاعتراض المحلية والاقليمية والدولية, حاضرة في المشهد..

2- ان انخراط قوى سياسية في الصراع لا يعني الحضور والاعتراف الاستراتيجي, بل التوظيف والمساومات, ويرى هيكل ان كل زخم الحركة الاسلامية لم يجعلها بعد لاعبا استراتيجيا, فلا تزال برسم التوظيف ووهم الدور بدلالة التحسبات الامريكية والاوروبية من تداعيات الدور الايراني وما يجري حول قلب العالم (اورواسيا) ومن هنا يراقب المشهد السوري ومكانته في الصراع الدولي - الاقليمي اكثر ما يراه صراعا محليا بين الاستبداد والديمقراطية.. ورغم انه نسي مصطلحه الشهير (الصراع على وليس في) فقد كان المصطلح حاضرا في حديثه عموما وعندما اتكأ عليه ايضا في التساؤلات التالية حول سورية: لماذا الاطراف وعلاقاتها مع جيران متورطين في الحسبة الاقليمية مقابل قلق دمشق وحلب تحت تأثير ذاكرة مجربة لا تخضع الافاق لثارات عابرة.. ولماذا سر الحماس للثورة وحقوق الانسان والتعددية من قوى عربية محافظة بل اقل من ذلك, ومن قوى دولية سجلها حافل بالابادات الجماعية.. ويختم عن سورية لماذا الحماية الدولية والحظر الجوي في شعارات المعارضة وهي تدرك انها توفر الذريعة لتحطيم الجيش السوري, آخر صمامات الامان لسورية التاريخية بعد ان تآكلت بقية الصمامات..

3- بالمجمل, وباستثناء تونس ومصر فلا يرى ثورة حقيقية في بلد.. واذ لا يخشى من اسلام النهضة عند الغنوشي لانه ممزوج بثقافة اوروبية وتراث ديمقراطي (جامعة الزيتونة) كما يراهن على حجم وتراث وتقاليد مصر.. الا انه يرى في ليبيا شكلا من تقسيم دولي بين الامريكان والاوروبيين انعكس فيما يشبه الانقلاب المدعوم من الناتو.. كما يرى في اليمن خليطا من صراع قبائل ونخب سياسية على دولة لم تكتمل, من تداعياته ما يخيف الجميع من هذا الخزان البشري الذي فاض من قبل ولا يزال على جيرانه في لحظات سياسية اقليمية ودولية.

(العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات