اللعب بورقة المخيمات في الأردن

تم نشره الأربعاء 02nd تشرين الثّاني / نوفمبر 2011 12:23 صباحاً
اللعب بورقة المخيمات في الأردن
ماهر أبو طير

تتسرب تفاصيل عن نية مخيمات، مثل البقعة وعزمي المفتي وحطين، الدخول في الحراك الشعبي، بعد صمت استمر عشرة شهور،وان هناك اتصالات تجري لترتيب «زواج المتعة» المفاجئ.

هذه كارثة كبرى،ان يتم استدراج المخيمات الى الحراك الشعبي،لان للمخيم خصوصيته،ومعادلاته الخاصة به،والذي يريد زج المخيمات في الحراك الشعبي،لايريد خيراً بالمخيمات،ولايريد خيراً للبلد ومن فيه.

العقلاء في المخيمات عليهم ان يتنبهوا الى هذا الانزلاق الخطير،في حسبة داخلية لها تعقيداتها،خصوصاً،ان المخيم يخضع دوماً للتأويل والتفسير،دون ان ينكر احد مواطنة من في المخيم،وحقه في ابداء رأيه مثله مثل غيره.

يمكن ابداء الرأي مثل اي مواطن اخر،ضمن اي حراك عام،دون ان يكون الحراك مخصوصاً بالمخيم وفي شوارعه وازقته،ودون ان يتم حمل المخيم كعنوان ويافطة،لان تعقيدات التدخل بأسم المخيم ستصل الى مدارات كثيرة.

ابسط هذه المدارات ماتردد امس من تقسيم وصفي للمخيمات بعد هذه الانباء،فهذا المخيم محسوب على حماس،وذاك محسوب على فتح،والمخيم يريد المزاحمة كما يقولون للمطالبة بحقوق اضافية تحت عنوان الحقوق المنقوصة،وهذه ابسط الاتهامات التي بدأت.

مع هذا الكلام الاتهامي الذي بدأ البعض يردده،اتهم آخرون المخيمات بأنها تتحرك بهدف وظيفي،من اجل تخويف المحافظات وحراكات العشائر،وللقول للمحافظات انظروا الى اين اخذتمونا،عبر اثارة الحساسيات بين الناس؟!.

يراد تخويف المحافظات والعشائر وفقا لرأي بعض القوى،عبر التلويح بورقة مواطنين اردنيين يحملون صفة اللجوء ومطالبهم تخضع لتعقيدات كثيرة في الحياة السياسية الاردنية،وهكذا يعتقدون ان تحرك المخيمات «مفبرك» وفزاعة لاخافة اطراف اخرى.

المخيمات في غنى عن كل هذه التفسيرات والتأويلات،وابن المخيم ُيصّوت في الانتخابات النيابية،ويعبر عن رأيه،وحقوقه السياسية مصانة مثله مثل غيره،والاصل ان ُيعبّر عن مكنونه السياسي ضمن حراك اوسع بعنوان وطني،بعيداً عن عنوان المخيم الحصري.

لااحد يعرف من اين أتت القصة برمتها،لان اللعب بورقة المخيمات في الاردن له اهداف سياسية مريبة في أغلب الحالات، اننا نحذر بشدة من الزج بهم في لعبة كبرى لااحد يعرف ماذا خلفها ؟

هناك تفسير آخر يناقض التفسيرات السابقة، والبعض يعتقد ان القصد من اللعب بورقة المخيمات،ارباك الدولة واخافتها،واستعمال ورقة المخيمات في اطار صراع داخلي،ولمزيد من الضغط على الدولة،وللقول من جانب قوى غاضبة ان بيدهم اوراق كثيرة يمكن حرقها في هذه المحرقة الكبرى.

المخيمات عليها ان تكون اذكى بكثير من هذا التوظيف المشبوه،خصوصاً،انه تم في مناسبات سابقة توظيف الحساسيات بصورة بشعة،وقصة دوار الداخلية ليست بعيدة.

اذا خرجت مسيرة يشارك بها عشرة الاف رجل،سارت الامورعلى خير،واذا شارك واحد من مخيم ضمن العشرة الاف وانكسرت لمبة في شوارع البلد،فسوف يتم اتهام هذا الواحد بكونه المتسبب.

عندها سيتم استدعاء ارث الشكوك في العلاقات سابقاً بين الدولة والمخيم،للقول ان المخيمات تريد تخريب البلد،او السيطرة على البلد!.

ملف شائك بكل حساسياته،واللاعبون الخفيون هم الاخطر في هذه اللعبة،وعلى الناس التنبه لما يراد لهم،تحت عناوين مختلفة،فيما الهدف النهائي سيكون على حسابهم شخصياً.

مصلحتنا جميعا،بلد آمن ومستقر ومتماسك،بلد ينال فيه كل شعبنا،من «الطرة» الى «الدرة» حقوقهم،وان نقف مع بعضنا البعض في القضايا العامة،مع التنبه للفروقات والحساسيات والتوظيفات الذكية والمتذاكية.

ابن المخيم،يريد البعض قليه في مقلاة الصراع الداخلي،وعليه ان لايقبل بهذه اللعبة ،لانه خبر سابقاً كيف تاجر به الوكلاء والسماسرة والمخترقين ايضاً؟!.
 
(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات