الجذور الفكرية ليسار المجلس الوطني

تم نشره الخميس 03rd تشرين الثّاني / نوفمبر 2011 12:18 صباحاً
الجذور الفكرية ليسار المجلس الوطني
موفق محادين

قبل ما يسمى بالربيع العربي, وقبل انفجار الاحداث في سورية, كانت اوساط اليسار السوري المنخرطة اليوم في اطار ما يعرف بالمجلس الوطني, قد حسمت خياراتها المعرفية والنظرية في اتجاه الليبرالية ومن ثم السياسية..

وقد اتكأت بالمجمل على تأويلات مقحمة لكتابات ماركس المبكرة واضعة هذه الكتابات في مواجهة ثورة اكتوبر واعمال لينين, مما قادها ايضا الى رد فشل الاشتراكية الى ما كان ينقصها من حداثة رأسمالية والى اعتبار العولمة (ظاهرة محايدة) لتدفق المعلومات والتكنولوجيا اكثر منها ظاهرة رأسمالية (غليون - عيد)..

وبالتالي وبدلا من العودة الى ماركس والصراع في الحلقات الرأسمالية القوية »بعكس لينين, كسر الحلقات الضعيفة) اخذت ماركس الى التكيف مع هذه الحلقات عبر الليبرالية.. وعكست ذلك في مواقف عدمية من المسألة القومية ومن الاشتراكية.

وهو ما كشف كذبة او زيف الخطاب الديمقراطي الذي تزعمه, تحت تأثير ثنائية صورية تتجاهل الابعاد الاخرى وتحصر المسألة بين الديمقراطية والاستبداد, فجاء خطابها خطابا ليبراليا منفصلا عن قضايا الصراع الطبقي والقومي الاخرى ومتحالفا مع الرأسمالية العالمية, وليس خطابا ديمقراطيا يلحظ جدل العلاقة بين الحرية السياسية وبين المعركة ضد التبعية..

وقد ظهر هذا الخطاب الليبرالي في كتابات ودراسات العديد من هؤلاء اليساريين مثل عبدالرزاق عيد وياسين الحاج صالح وجهاد مسوتي ونذير جزماتي وجماعة رياض الترك (الحزب الشيوعي - المكتب السياسي) ومن اخطر مظاهر هذا الخطاب, حسب دراسة للصديق كيله: -

1- التدليس النظري, فالعلمانية مثلا لم تعد موقفا معرفيا بل موضوعا للمساومة يمكن تجنبه في تسوية مع الاخوان المسلمين (ياسين الحاج صالح).

2- التدليس السياسي وذلك بفصل اللحظة السياسية عن تشابكات القانون العام للتناقض... والاخطر من ذلك مقاربات جماعة رياض الترك للديمقراطية, فهي تدعو الى عدم تقييد الديمقراطية ببرنامج تفصيلي يؤدي الى اختلافات لا معنى لها مما يؤدي بالمقابل الى عدم فهم الواقع ومشكلاته المركبة, ويكرس الفقر السياسي عند هذه الجماعة (غياب التحليل, سرد سياسي يضمن احكام قيمة ثنائية صورية مع - ضد او رافض - مؤيد او استبداد - ديمقراطية..).

(العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات