عن أي سلام في الشرق الأوسط يتحدث الأميركيون!

أي مشهد هذا تسمح فيه الولايات المتحدة من خسارة دورها وسمعتها في الشرق الأوسط ولدى الكثير من شعوب العالم..
هل تتوقف مشاهد عرائس المسرح التي تتحرك بخيطان بيد مخرج يختفي خلف الستارة لم يتوقف حتى بعد ازالة الستارة وتحويل اللعبة الى لعبة سمجة لا تقنع الأطفال؟..
هل تستمر اسرائيل وامتدادها في المؤسسات الاميركية عبر اشكال مختلفة من تحريك السياسة الأميركية في الشرق الأوسط كتحريك الدمى؟... وماذا يقول السفراء الأميركيون ناقلو التقارير من الكواليس والشوارع العربية المتحولة لادارتهم.. ولماذا على الادارة الاميركية التي ادمنت لعبة ارضاء اسرائيل لتنجح واتخذت من ذلك مهنة ان تستمر وهي تكرم بالحقوق والمصالح العربية وتسددها فاتورة لاسرائيل واخر ذلك الموقف من منظمة اليونسكو التي تعاقبها الادارة الاميركية الآن لأنها وعبر تصويت دولي قبلت فلسطين عضوا فيها...
لماذا علينا كعرب اذا جاز استعمال هذا المصطلح كمضمون عن مصالح الشعوب العربية - ان ندفع الثمن دائما حين نجعل كلفة العداء الاميركي لقضايانا وانتهاك هذه القضايا وبيعها لاسرائيل.. كلفة سهلة وبلا ثمن.. هل لو ان الموقف العربي جرى التعبير عنه بشكل واضح في خدمة المصالح العربية وحمايتها كان يمكن للادارة الاميركية ان تقف الموقف الذي وقفته وما زالت ضد حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته والمطالبة باستقلاله...
الادارة الاميركية تسدد المصالح العربية فاتورة لينجح رئيسها مرة اخرى. والثمن تقبضه اسرائيل التي يقرر انصارها ولوبياتها نجاح الرئيس من عدمه..
اذن كيف يمكن كسر الحلقة الجهنمية الأميركية-الاسرائيلية التي لم تعد تخيف العالم والذي بدأ يخرج عن سطوتها.. حين صوت لصالح فلسطين في اليونسكو.. وحين اصر الرئيس محمود عباس لمخاطبة الأمم المتحدة من اجل عضوية كاملة لفلسطين فاحرج الموقف الاميركي واغضبه..
اسرائيل ترد على عضوية فلسطين في اليونسكو بتوسيع الاستيطان مستفيدة من معاداة الموقف الاميركي للفلسطينين حيث تواصل سياستها الابتزازية والعدوانية ببناء الآلاف من الوحدات السكنية وتبدأ بانتهاج سياسة اوسع واوضح في ترحيل سكان القدس الفلسطينيين ومصادرة هوياتهم ومنعهم من البناء حتى لا يستطيعوا البقاء...
ما الذي يجري؟... والى متى سيستمر؟.. وهل ينعكس العدوان الاسرائيلي الاميركي السافر على العرب ومقدساتهم ومصالحهم في القرار العربي الذي لم يعد يحرك ساكناً على المستوى الرسمي منذ دفن الاميركيون المبادرة العربية وسخرت منها اسرائيل.. اما على المستوى الشعبي العربي فان المعركة ما زالت قائمة اذ ان الرأي العام العربي المصادر في العديد من عواصمه يدفع الان الثمن بالدم والاحتجاجات والقتل ليعبر عن نفسه بأكثر من صيغة. ولعل التعبير المتعلق بالقضية الفلسطينية قد عكسه الشباب المصري بالهجوم على السفارة الاسرائيلية وطرد السفير...
ان استمرار السياسة العدوانية الاسرائيلية والحمقاء الاميركية التي تؤيد العدوان الاسرائيلي وتشد من ازره وتبرره من شأن ذلك ان يقحم في الربيع العربي الان واجنداته معطيات ترد على هذا العدوان وتقدم الرّد عليه في الاولويات التي كانت تتحدث عن الخبز والحرية..
اذن الكرامة والحرية بمعناها الشامل عربيا تتمثل ايضا في الرّد على العدوان الاسرائيلي واستمراره وفي التعاطي معه بمواقف تختلف عن مواقف النظام العربي الرسمي..
واذا كان العدوان الاسرائيلي الاميركي على المصالح والحقوق العربية يأخذ الان هذا التحالف وهذا الشكل السافر فان هذا وحده كاف لربيع عربي يكسر الخوف الرسمي ويوقف الضعف العربي والاستخذاء الذي تعيشه بعض الانظمة والتي عليها الان ان تتقي تحرك شوارعها للرد على العدوان بمواقف جديدة تلاقي فيها شعوبها في منتصف الطريق وتعمل من اجل مصالح هذه الشعوب وليس استمرار تغيبها والالتفاف عليها لارضاء السياسة الاميركية البائسة التي لم تعد مقنعة لاي طرف..
كيف تكون عضوية فلسطين في اليونسكو خطوة ضد السلام كما تقول الادارة الاميركية اما الرغبة في حشد الموقف العربي ضد ايران هو خطوة باتجاه السلام. من يستطيع ان يفك هذه الطلاسم ويقرأ هذه المزامير..
(الرأي)