القمح بمنظور الاكتفاء الذاتي

تم نشره الخميس 10 تشرين الثّاني / نوفمبر 2011 12:18 صباحاً
القمح بمنظور الاكتفاء الذاتي
د. فهد الفانك

 

حسبت دائرة الإحصاءات العامة درجة الاكتفاء الذاتي لعدد من المنتجات الزراعية تبيـن منها أن هناك عناصر تحقـق فوائض تفوق الاحتياجات الاستهلاكية المحلية، مثل البندورة والبيض والزيت والزيتون والبطاطا، وعناصر تحقـق عجزاً وفي مقدمتها القمح الذي يقـل الإنتاج المحلي منه عن 5% من حاجة البلـد.

قد يرى البعـض في هذا الوضع نوعاً من الاختلال، ويقترحون أن نقلل من إنتاج البندورة والبيض ونزيد إنتاج القمح والشعير. وهذا موقف خاطـئ، يأخذ به أنصار الاكتفاء الذاتي بمعناه الضيـق.

ما يحدث عملياً أن الأردن، كغيره من البلدان المنفتحة على السوق العالمي، يصـدّر الفوائض الزراعية ويسـتورد النواقص وفي مقدمتها الحبوب. ومع ذلك فإن من المفيـد التوقف قليلاً عند حالـة القمح بالذات التي اسـتحقت عناوين الصحف: إنتاج القمح يكفي حاجـة الأردن 17 يومأً، وكأن هذه الحقيقة تشكل مفاجأة صادمة.

اقتصادياً ليس من الضروري أن ننتـج القمح، فنحن مثلاً لا ننتج الأرز ولا السكر ولا القطن، ولا البترول أو السـيارات أو الحواسيب الإلكترونيـة.

الاكتفاء الذاتي بمعناه الواسـع يعني أن ننتـج كميات كبيرة من المنتجات التي نمتلك ميزة تنافسـية في إنتاجها من حيث الجـودة والكلفـة، وأن نسـتخدم حصيلة الصادرات لإنتاج ما ينقصـنا مما لا جدوى من إنتاجه محليـاً.

لفهم قصة القمح بالذات لا بد من التوقف عند أمرين: أولهما أن الأراضي المتاحـة للزراعة البعلية تقلصت بعد زحف العمران بشكل عشوائي وتحويل الأراضي الزراعية إلى نمر ودنمات تباع بالقطعة. وثانيهما أن الحكومة تأخذ بسياسـة دعم الخبز حيث يباع للمستهلك بما يعادل 38% فقط من الكلفة، فلماذا يحاول المزارع الأردني أن ينتج خبزه طالما أنه يستطيع أن يشتريه جاهزاً بكلفـة تقل عن نصف كلفـة إنتاجـه.

سياسـة دعم القمح مفيدة للمزارع الأميركـي والفرنسي، وتلحق الضرر بالمزارع المحلي، علماً بأن دعـم القمح في أميركا وأوروبا ليس سياسـة سليمة أخذت بها الحكومات باختيارها، فهي مفروضة عليها بقـوة منظمات المزارعين (ولا أقول الفلاحين)، حيث الزراعة هناك صناعة رأسـمالية، وأية حكومـة تحـاول إنقاص الدعم الزراعي تعرض نفسـها للسقوط، فاللوبي الزراعي قوي، والحكومات تستجيب للضغط والابتـزاز.
(الرأي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات