سوق الحميدية بعد الاسد

تم نشره الأحد 13 تشرين الثّاني / نوفمبر 2011 01:09 صباحاً
سوق الحميدية بعد الاسد
موفق محادين

ابتداء, النظام السوري ليس نظاما كامل الاوصاف, بل ان كل مظاهر النظام القطري العربي موجودة فيه بامتياز, من الفساد الى تغول الاجهزة الامنية على الحياة السياسية, لكنه لا يستهدف اليوم لاسوأ ما فيه بل لافضل ما فيه, الاستقلال السياسي وموقفه من الصراع العربي - الصهيوني ورفضه لان يضع السفير الامريكي بصماته على آخر قرار في ليلة الحكومات كما يستهدف هذا النظام لانه نجا من فخ المديونية, حصان طروادة لكل الاثام الاخرى..

وثانيا, النظام السوري ليس مرشحا للسقوط لاسباب داخلية وخارجية, فالقوى الاجتماعية المقررة في دمشق وحلب معه وغالبيتها (من الطائفة السنية) وكذلك المجاميع المذهبية الاخرى اضافة لازمة الاطراف الاخرى المحلية والاقليمية والدولية وللموقف الراسخ لروسيا والصين وايران وحلفاء دمشق في لبنان والعراق واكراد تركيا وحزب الشعب ثاني حزب في البرلمان التركي..

ومع ذلك اذا افترضنا سورية من دون الاسد ونظامه, تعالوا نتخيل هذا البلد العربي, من خلال صورة لسوق الحميدية:-

اثواب بيضاء رجالية قصيرة, وعطر باكستاني واسواط من الجلد الملون مستوردة من قندهار مع برشورات لجماعات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ومن المؤكد ان السوق سيكون مزدحما بالاعلام السورية الجديدة وصورالزعماء الجدد واسلافهم الميامين.. فاضافة لصور العرعور وانجاله بعدد انجال القذافي وهيثم المالح بطلعته البهية, والدروبي اول حاكم سوري عند الفرنسيين اضافة لهؤلاء وغيرهم سيعود علم الانتداب الفرنسي خفاقا في كل مكان وهو العلم الذي تعتمده اوساط من المعارضة كما يظهر على فضائيات معروفة, وتتوسطه ثلاث نجوم حمراء.

وقريبا منه في آخر السوق تعالوا نتخيل طاولة عامرة بالمازات والكبة الشامية في احد مطاعم القيمرية او في النوفرة خلف المسجد الاموي, وتجمع السيدة كلينتون واردوغان وساركوزي ورجلا ضخما قادما من الخليج يقابله مسؤول رفيع من الخارجية (الاسرائيلية) والعقيد رياض الاسعد وجماعة اسطنبول والسيد خدام وسمير جعجع ومندوب ما عن حزب المستقبل وآخر عن ثوار الناتو في باب العزيزية..

والقائمة طويلة وليس للحديث بقية فالمطلوب ترسيم الحدود نهائيا: الاسكندرون تركية والقامشلي تضم لكردستان العراق والجولان تحل بالمقايضات المالية من صناديق خليجية (قواعد للمراقبة ومولات ومناطق مؤهلة) ولا بد ان يقوم الحكام الجدد باعلان التعددية, من تعدد الزوجات والاحزاب كما فعل عبدالجليل في ليبيا الى اقتصاد السوق من دون قيود وتعدد الجهات الدائنة والمديونية. (العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات