الوجه الأميركي السافر!

تم نشره الإثنين 14 تشرين الثّاني / نوفمبر 2011 12:03 صباحاً
الوجه الأميركي السافر!
سلطان الحطاب

يسقط القناع الاخير عن وجه السياسة الاميركية في الشرق الاوسط ويتشابه الوجهان الاسرائيلي والاميركي. وتخسر الادارة الاميركية كل المكياج الذي وضعه اوباما بداية عهده حين اطل على العرب من القاهرة وعلى المسلمين من اسطنبول بخطابين انقلب على مضمونهما تماما.. كما انقلب على كل وعوده للفلسطنيين والتي كان قطعها قبل عام وأرسل من مبعوثيه منذ توليه المسؤولية ما كان يؤكد ذلك..
الادارة الاميركية الان عارية وهي مؤجرة لخطط اللوبي الصهيوني والرؤية الاسرائيلية للشرق الاوسط. والخشية ان الادارة وهي تسلم قيادة سياستها للمواقف الاسرائيلية ان تقوم اسرائيل مجدداً في زج هذه الادارة في ورطة كارثية باتجاه ضرب ايران كما فعلت اللوبيات الصهيونية حين ورطت ادارة بوش السابقة في الحرب على العراق وما تبع ذلك من تفكيك الدولة العراقية واخيرا بيعها لايران..
ليس من المعقول ان تتحول الادارة الاميركية بكل امكانياتها الى خوض حروب اسرائيل السياسية والاعلامية وان توفر لها كل اشكال الدعم المادي والمعنوي بشكل يفوق ما توفره هذه الادارة للاميركين انفسهم...
فالادارة الاميركية الان هي التي تناهض عضوية فلسطين في الامم المتحدة وقد خاضت من أجل ذلك معارك سياسية واتصالات وضغوط وابتزاز لكثير من الدول حتى لا تصوت الى جانب عضوية فلسطين حتى ان دولة صغيرة ناشئة مثل البوسنة جرى الاتصال بها (7) مرات والضغط المتصل بها لتصوت ضد عضوية فلسطين وجرى مثل ذلك مع البرتغال حتى لا يكسب الفلسطينيون (9) أصوات من أصل (15) في مجلس الامن وهو الاسلوب الذي عملت عليه الادارة الاميركية حتى لا تستعمل الفيتو الذي ظلت توقفه لعشرات المرات من أجل انقاذ اسرائيل وحمايتها من المجتمع الدولي ومن أي عقوبات يمكن أن تترتب عليها نتاج سياساتها العدوانية..
كان العرب يجدون في الشكوى الى الادارة الاميركية من اسرائيل مشجباً يعلقون عليه ضعفهم ويتظاهرون ان الادارة الاميركية شيء واسرائيل شيء اخر الى أن سقط القناع أخيراً وتساوى الطرفان الاميركي والاسرائيلي في معاداة القضية العربية/القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني بل ان الطرف الاميركي زايد على المواقف الاسرائيلية بدعم العدوان الاسرائيلي والتعنت وضمان حماية اسرائيل بشكل استفز حتى بعض الدوائر اليهودية الغربية والاميركية نفسها والتي رأت في انحياز الموقف الاميركي انجراف شديد ضد السلام والاستقرار في المنطقة..
لمن يشكو العرب الان من السياسة الاسرائيلية..وهل جاء الوقت الذي سيشكو العرب الى اسرائيل نفسها من الانحياز الاميركي الاعمى أم أن الركض العربي باتجاه الاميركيين سيتوقف ليبحث عن بديل والى أن تغير الادارات الاميركية مواقفها..
والسؤال..كيف يمكن للادارة الاميركية القائمة والقادمة أو أي ادارة أميركية ان تغير مواقفها طالما لم تواجه بضغط عربي عملي وحقيقي يجعلها تشعر بضرر مواقفها عليها وخطورة ما تفعل على مصالح الاميركيين؟ وكيف يمكن جعل الاميركيين انفسهم يشعرون وقد تضررت مصالحهم في المنطقة ان ادارتهم تعمل ضد مصالحهم؟
أعتقد ان النظام العربي قد عجز في جعل الولايات المتحدة تدرك خطورة ما تفعل من انحيازها الى اسرائيل لأنه غير قادر أن يفعل شيئاً في هذا المجال وأن حركة الشارع العربي في الاحتجاجات الممثلة في الربيع العربي أدركت ذلك وهذا ما جعل المصريين يحيلون أمر طرد السفير الاسرائيلي للشارع وهو ما قد يتكرر لاحقاً مع الاميركي حيث يصعد موقف الرأي العام والشارع العربي ليكون في القرار..
هل يدرك الاميركيون ان اسرائيل عبء عليهم.. كيف ومتى ومن المسؤول من العرب ليقوم بهذه المهمة غير الشارع العربي الذي عليه أن يفرض على الاميركيين مراجعة سياساتهم ازاء القضايا العربية بدل أن تحاول السياسات الاميركية الان احتواء المعارضات العربية وخاصة الاسلامية والتطبيع معها لاعادة انتاجها بديلاً للأنظمة العربية العاجزة ومحققة لاهدافها لاحقاً..
من يكسر الحلقة منذ الان فقد ظهر وجه الادارة الاميركية البشع وهي تسدد الحقوق العربية والمصالح العربية فاتورة لارضاء اسرائيل ولوبياتها أمام صناديق الاقتراع الاميركية!!


(الرأي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات