اللاعبون الكبار في المنطقة
تم نشره الخميس 17 تشرين الثّاني / نوفمبر 2011 01:21 صباحاً

د. فهد الفانك
يشكل الوطن العربي الجزء الأكبر مما يسـمى الشرق الأوسـط، ومع ذلك فإن اللاعبيـن الكبار في هذا الشـرق الأوسط ليسـوا عرباً: إيران وتركيا وإسـرائيل.
بين هـؤلاء اللاعبين تتراجع إسرائيل بسبب الربيع العربي الذي جاء أو سيجيء بحكومات تعكس نبض الشارع وهو معاد لإسرائيل لأسباب تعرفها إسرائيل.
وكانت إيران تتمتع بقـوة كبيرة مادية ومعنوية، عن طريق إعطاء قدوة ثورية، وبناء تحالف استراتيجي مع سـورية، وامتداد مع حزب الله، وغـزل مع حماس فضلاً عن برنامج طموح للتسلح النووي. ولكن نجـم إيران أخـذ بالأفول لحساب تركيا التي تمثل نجمـاً صاعداً مـزوداً بكل المقومات المطلوبة: ديمقراطية وإسـلام ومواقف سياسـية يطرب لها الرأي العام العربي.
تركيا تعتبر اليوم زعيمة سياسـية للمنطقة تستطيع أن تلعب دوراً يشـبه إلى حد ما، ما كانت تقوم به مصر عبد الناصر. لكن إسـرائيل تظل قوة عسـكرية وذريـة يحسب لها ألف حسـاب، وهي تحاول أن تفرض بالقوة الخشـنة ما لا تسـتطيع أن تفرضه بالقوة الناعمة التي لا تملك منها شـيئاً يذكر.
أما إيـران فهي تقترب أكثر فأكثر من الأنظمة التي يحاول الربيع العربي إسـقاطها، ذلك أن نظام الحكم الإيراني استبدادي وقمعي ونموذج للحكم الشمولي. يقـول فريد زكريا في نيوزويك أن أية الله علي خامئني أصبح اليوم أقـدم دكتاتور في المنطقة.
مع ذلك فإن إيران تملك أوراقاً تسـتطيع توظيفها، فأصابعها موجودة في العراق ولبنان وغزة وإلى حد ما في البحرين والمنطقة الشرقية من السـعودية. وهي تسـتخدم الشيعة لزعزعة اسـتقرار المجتمعات العربية، يكفي النظر في أحد شـعارات ثورة البحرين: «العربي خـوّان عاشت إيـران».
في خطابه في مؤتمـر طهران الأخير لنصرة المقاومة في فلسـطين هاجـم خامئني الرئيس العربي جمال عبد الناصر تعبيراً عن حقـد دفيـن ضد القومية العربية.
استمرار هذا الوضع غير مقبول عربياً، خصوصاً بعد إخراج العراق من المعادلة، فلا بد من بروز دول عربية وازنة كمصر والسـعودية القادرتين على اسـتقطاب دول عربية أخرى لتشكيل قـوة ُيعتد بها، تضمن التوازن في المنطقة، وتحول دون بقـاء الوطن العربي منطقـة رخوة يسيل لها لعاب الطامعيـن، فهل ينجح الربيع العربي على هذا الصعيد.
(الرأي)
بين هـؤلاء اللاعبين تتراجع إسرائيل بسبب الربيع العربي الذي جاء أو سيجيء بحكومات تعكس نبض الشارع وهو معاد لإسرائيل لأسباب تعرفها إسرائيل.
وكانت إيران تتمتع بقـوة كبيرة مادية ومعنوية، عن طريق إعطاء قدوة ثورية، وبناء تحالف استراتيجي مع سـورية، وامتداد مع حزب الله، وغـزل مع حماس فضلاً عن برنامج طموح للتسلح النووي. ولكن نجـم إيران أخـذ بالأفول لحساب تركيا التي تمثل نجمـاً صاعداً مـزوداً بكل المقومات المطلوبة: ديمقراطية وإسـلام ومواقف سياسـية يطرب لها الرأي العام العربي.
تركيا تعتبر اليوم زعيمة سياسـية للمنطقة تستطيع أن تلعب دوراً يشـبه إلى حد ما، ما كانت تقوم به مصر عبد الناصر. لكن إسـرائيل تظل قوة عسـكرية وذريـة يحسب لها ألف حسـاب، وهي تحاول أن تفرض بالقوة الخشـنة ما لا تسـتطيع أن تفرضه بالقوة الناعمة التي لا تملك منها شـيئاً يذكر.
أما إيـران فهي تقترب أكثر فأكثر من الأنظمة التي يحاول الربيع العربي إسـقاطها، ذلك أن نظام الحكم الإيراني استبدادي وقمعي ونموذج للحكم الشمولي. يقـول فريد زكريا في نيوزويك أن أية الله علي خامئني أصبح اليوم أقـدم دكتاتور في المنطقة.
مع ذلك فإن إيران تملك أوراقاً تسـتطيع توظيفها، فأصابعها موجودة في العراق ولبنان وغزة وإلى حد ما في البحرين والمنطقة الشرقية من السـعودية. وهي تسـتخدم الشيعة لزعزعة اسـتقرار المجتمعات العربية، يكفي النظر في أحد شـعارات ثورة البحرين: «العربي خـوّان عاشت إيـران».
في خطابه في مؤتمـر طهران الأخير لنصرة المقاومة في فلسـطين هاجـم خامئني الرئيس العربي جمال عبد الناصر تعبيراً عن حقـد دفيـن ضد القومية العربية.
استمرار هذا الوضع غير مقبول عربياً، خصوصاً بعد إخراج العراق من المعادلة، فلا بد من بروز دول عربية وازنة كمصر والسـعودية القادرتين على اسـتقطاب دول عربية أخرى لتشكيل قـوة ُيعتد بها، تضمن التوازن في المنطقة، وتحول دون بقـاء الوطن العربي منطقـة رخوة يسيل لها لعاب الطامعيـن، فهل ينجح الربيع العربي على هذا الصعيد.
(الرأي)